إیران الإنتفاضة والمسمار الأخير في نعش خامنئي والفاشية الدينية الحاكمة
نظام میر محمدي – الحقوقي والخبیر في الشؤون الإیرانیة
إیران.. الإنتفاضة والمسمار الأخير في نعش خامنئي والفاشية الدينية الحاكمة – نسمع زئير وصدى انتفاضة الشعب في جميع أنحاء إيران. ويبدو من الوهلة الأولى أن جميع الاحتجاجات جاءت اعتراضًا على غلاء البنزين. لأن الحكومة قررت رفع أسعار البنزين بنسبة 300 في المائة، بالتنسيق مع رئيسي سلطتين أخريين، أي رئيس مجلس شورى الملالي ورئيس السلطة القضائية. ومن جانبه اعتمد خامنئي هذا القرار. حيث قال خامنئي يجب على الشعب أن يقبل ما تقرره السلطات الثلاث. وحينذاك صدرت الأوامر صراحةً لقوات القمع بوصفها قوات الحماية والأمن بممارسة مهامها أي القمع. (وسائل الإعلام الحكومية، 17 نوفمبر 2019).
إلا أن الشعب المطحون تدفق كالسيول إلى الشوارع ونظم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ردًا على هذه السياسة المناهضة للشعب.
وباعتبارها القوة الرئيسة للقمع والحفاظ على سلامة نظام الملالي، وأبواق الدعاية للنظام، بذلت قوات الحرس لنظام الملالي قصارى جهدها للانحطاط باحتجاجات مطلبية واسقاطها في دائرة الموضوعات النقابية والاقتصادية. ولكن عندما تدفقت الحشود إلى الشوارع في أكثر من 110 مدينة وفي جميع المحافظات الإيرانية وهتفوا بأعلى صوتهم “الموت لخامنئي”؛ انهارت سذاجتهم.
وتدل شعارات انتفاضة 16 نوفمبر والأيام اللاحقة على أن الشعب الإيراني متمسك برسالة واضحة وصريحة أعلنها لمستمعيه في جميع أنحاء العالم. حيث سمع العالم أصوات النساء والرجال المنتفضين في جميع مدن إيران وهم يهتفون بدون خوف”الموت لخامنئي” و “الموت لحكومة الملالي”. وأعلنوا متضامنين أنهم لا يريدون “حكم الملالي”، وطالبوا بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه وهم يهتفون “لا تخيفنا مدافع ودبابات ، الملا لازم يمشي”.
وكما كان متوقعا، أصدر النظام الفاشي في إيران الأوامر بقتل المحتجين باستخدام العنف المفرط لترويع الناس بالاغتيال، وخاصة الشباب المنتفض. وتفيد التقارير الإخبارية المنشورة حتى الآن أن ما لا يقل عن 200 متظاهرًا استشهدوا وأصيب الآلاف جراء إطلاق النار المباشر من قبل قوات الحرس القمعية التابعة لنظام الملالي. وتفيد الأخبار أن عدد القتلى يتجاوز العدد المذكور.
لقد فشلت تجربة النظام الحاكم في إيران على مدى 40 عامًا من العنف والقمع السافر. بدءًا من مذبحة المواطنين الكرد في أوائل حكومة الملالي الفاشية في عام 1980، ومذبحة 30000 من السجناء السياسيين من مجاهدي خلق والمناضلين في الثمانينيات، وقتل السلطان ندا أغا سلطان ومئات الليبراليين الشباب الآخرين خلال العقدين الأخيرين على أيدي نظام خامنئي الفاشي والقوات التي تحافظ على بقاءه. إن العنف المنظم والقمع الداخلي جزء من هذا الحكم القمعي. كما أن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الإقليمية مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن من أجل البقاء جزء لا يتجزأ من هذا النظام.
ويتلخص رد الشباب الإيراني المنتفض على رصاص قوات الحرس لنظام الملالي وقوات القمع في هتافه الرائع “الإيراني يموت ولا يقبل الذل”.
ويدرك الشباب الإيراني الليبرالي جيدًا أن الأنظمة الفاشية في جميع أنحاء العالم لا تنتهي إلا بنزع سلاح هيكل العنف. وينحصر المركز الرئيسي لهيكل العنف في إيران في مقر خامنئي وعموده الفقري في قوات الحرس التابعة له وقواعد الباسيج القمعية.
وفيما يتعلق بالجانب الخارجي لهذا النظام، تدفق الشعب الغاضب في كل من العراق ولبنان اعتراضًا على تدخلات نظام الملالي ورددوا هتاف “إيران بره بره” مطالبين بطرد هذا النظام السلطوي من بلادهم.
وفي أعقاب انتفاضة 16 نوفمبر في إيران، دخل نضال الشعب مرحلة جديدة من أجل إرساء الحرية والديمقراطية في البلاد. وليس الهدف الرئيسي من كفاح الشعب الإيراني الانتقام واستبدال سلطة بسلطة أخرى، بل من أجل القضاء على العنف في مجتمع يعاني من الاستبداد واللامساواة والظلم والاستغلال والجروح والكثير من المعاناة.
لقد ناضلت وصمدت المقاومة الإيرانية بقيادة مسعود ومريم رجوي على مدى 40 عامًا من أجل تحرير الشعب الإيراني وإنقاذه من اضطهاد وجرائم الملالي، ومضت في طريقها قدمًا بالبرامج المعتمدة والمصنفة، بما في ذلك ميثاق السيدة مريم رجوي المكون من عشرة بنود وبما تحملته المقاومة من أعباء ثقيله وما قدمته من تضحيات.
وفي الوقت الراهن نجد المحتجين في إيران والعراق ولبنان على بعد خطوة واحدة من تحقيق هدفهم المنشود وأن يكونوا قادرين على بناء مجتمع جديد نسيجه الحرية والديمقراطية والمساواة؛ في إيران وفي بلدان المنطقة. وأبشروا أيها المناضلون الأحرار؛ فكل الدلائل تشير إلى أن النصر قادم لامحالة، وسوف تتحقق الإطاحة الحتمية بالنظام الفاشي السلطوي المترهل برمته في القريب العاجل بمشيئة الله بسواعدكم وجهود المقاومة الإيرانية العظيمة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.