خطة وزارة العمل أمّنت 1200 وظيفة للبنانيين في أقل من شهر
كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:
بدأت مفاعيل تطبيق خطة العمل من قبل وزارة العمل تعطي مفاعيلها وانعكاساتها الإيجابية على سوق العمل اللبناني رغم أنه لم تمضِ على بدء العمل بالخطة إلّا اسابيع ثلاثة. فكيف تحرّكت الأرقام؟ وكيف ستتأثر نسبةُ البطالة؟
“مطلوب موظفين لبنانيين” إعلانٌ إنتشر أخيراً بكثرة على واجهات عدد كبير من المحلات التجارية والسوبرماركت وذلك بنتيجة تفاعل أصحاب العمل مع خطة مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية التي اطلقها وزير العمل كميل أبو سليمان والسير بها اعتباراً من 10 تموز الجاري، والتي تدعو الى توظيف يد عاملة لبنانية وعدم تشغيل عمال أجانب في الاعمال والمهن والحِرف والوظائف المحصورة باللبنانيين، وضرورة استحصال أصحاب العمل على إجازات عمل للعمال الأجانب في المهن التي يحق لهم العمل بها وذلك تحت طائلة تغريم المخالفين بما مقدارة 5 ملايين ليرة (بعد صدور الموازنة).
“ما لا يقلّ عن 1000 و 1200 وظيفة للبنانيين تمّ تأمينها منذ انطلاق العمل بالخطة” هذا ما كشفه وزير العمل كميل أبو سليمان لـ”الجمهورية” مؤكداً انّ نتائج الخطة إيجابية ومشجّعة.
وقال: حتى الآن ليست لدينا أيّ ارقام دقيقة عن عدد التوظيفات، سننتظر قليلاً بعد قبل إعلان حجم التوظيفات التي تمت وذلك استناداً الى أعداد التسجيلات الحديثة في الضمان الاجتماعي والتي يأتي القسم الأكبر منها نتيجة خطة العمل، لكنّ تقديراتنا أتت استناداً الى ما أعلنته شركات لبنانية عدة عن توظيفاتها، على سبيل المثال أعلنت “بيبسي” عن توظيف 150 لبنانياً و”كبابجي” 95، كما تبلّغت من مناطق عدة خصوصاً النائية منها مثل عكار انّ عدداً كبيراً من الشباب اللبناني العاطل عن العمل وجد عملاً، واكثر ما يحثنا على استكمال تطبيق خطة العمل التغيير الحاصل في ذهنية أصحاب العمل والتضامن الملحوظ بين اللبنانيين ورغبتهم بتطبيق القانون والالتزام بتوظيف لبنانيين.
ورداً على سؤال، أكد أبو سليمان أن لا ارقام عن انخفاض متوقع لنسب البطالة جراء تطبيق الخطة، لكن الأكيد انّ الإقبال على توظيف اللبنانيين مشجّع جداً، على سبيل المثال ان الموقع الالكتروني الذي استُحدث للتوظيف في القطاع المطعمي سجّل اكثر من 35 الف طلب عمل ونحن نحاول اليوم التوفيق بين حاجة المطاعم وأعداد الذين تقدّموا بطلب توظيف، كما نلاحظ اليوم أينما ذهبنا إعلانات على واجهة المحلات تفتش عن موظفين لبنانيين وهذا التجاوب يعطينا الدفع لاستكمال السير بتطبيق خطة العمل.
وقال: لا يمكن القول إنّ القطاع السياحي هو اكثر مَن وظّف لبنانيين، مؤكداً انّ كل القطاعات زاد فيها توظيف اللبنانيين أخيراً الى جانب الفنادق والمطاعم جرى توظيف لبنانيين في المصانع والمتاجر أيضاً.
وعن الخطوات التي تعتزم الوزارة اتّخاذها لدعم السير بخطة العمل؟ قال ابو سليمان: نعمل اليوم على تفعيل المواقع الإلكترونية وتطويرها وتحديث عمل المؤسسة الوطنية للاستخدام لتمارس دورها الفعلي بالتوفيق بين اللبنانيين الباحثين عن عمل والشركات او المؤسسات الباحثة عن موظفين.
مؤسسة لابورا
بدوره، كشف رئيس مؤسسة “لابورا” الاب طوني خضره انه وخلال المهلة التي أُعطيت لاصحاب العمل لتسوية اوضاع عمالهم بدأ الطلب على اليد العاملة اللبنانية يتحرك صعوداً، وللدلالة على هذه الزيادة لاحظنا انه خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام لم تتمكن “لابورا” من توظيف أكثر من 10 اشخاص في الشهر، انما خلال شهري حزيران وتموز تمكّنا من توفير 25 وظيفة شهرياً ما يعني انّ التوظيف زاد مرة ونصف المرة، كما لاحظنا انّ هناك الكثير من الشركات اللبنانية التي تواصلت معنا للمرة الاولى طالبة موظفين لبنانيين.
وتوقع خضره وفقاً للاجتماعات والدراسات التي أُجريت في “لابورا” أن يؤمّن تطبيق خطة مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية نحو 1400 فرصة عمل في الشهرين او الثلاثة المقبلين، علماً انّ لبنان يستوعب ما بين 3000 الى 4000 فرصة عمل سنوياً كحدّ أقصى، اما اليوم فإذا تمكنّا من توفير ما بين 1000 الى 1500 فرصة عمل اضافية، اي بزيادة حوالى الثلث فهذه الخطوة تُعتبر مهمة جداً، ومن شأنها تحسين الوضع الاقتصادي في المدى القريب.
تابع: إذا افترضنا انّ المفعول الاقتصادي لكل راتب هو ×5، فهذا يعني انه بمجرد تأمين 1500 فرصة عمل هذه الـ 1500×5 = ستكون قادرة على إعالة 7500 فرد.
وعن القطاعات الأكثر استفادة من خطة العمل، قال الأب خضره: إنّ أكثر المستفيدين من هذه الخطة هم طالبو العمل في القطاع السياحي من مرافئ سياحية ومطاعم وفنادق كما بدأنا نلاحظ ارتفاع طلب التوظيف في بقية القطاعات، بما يعطي اشارات ايجابية عن المرحلة المقبلة. وأمل الأب خضره في أن تتمكن هذه الخطة من خفض نسبة البطالة في هذه المرحلة ما بين 1 الى 2% لنتمكّن من الوصول الى تراجع نسبته 5% مع نهاية العام. وقال: إنّ تراجع البطالة في صفوف الشباب 5% يعني توفير ما بين 22 الى 25 الف وظيفة وهذه ستكون خطوة مهمة جداً وانعكاساتها ايجابية جداً على الاقتصاد، خصوصاً وانّ هناك 500 الف شاب لبناني يبحثون عن عمل. ودعا الأب خضره الى رفع شعار “لبنان اولاً” لتوظيف اللبناني اولاً.
وفي هذا المجال، دعا الباحثين عن عمل الى زيارة موقع “لابورا” او مركز “لابورا” خصوصاً وانه بعد خطة العمل بدأ المركز يشهد ارتفاعاً في فرص العمل المتوفرة، فعلى سبيل المثال ازداد عدد الشركات الطالبة موظفين لبنانيين؛ فبعدما كنا نتلقى في السابق ما بين 35 الى 40 فرصة عمل شهرياً، بتنا اليوم نتلقى ما بين 60 الى 65 فرصة عمل من قبل شركات تطلب موظفين.
من جهة أخرى، أكد الأب خضره انّ “لبنان ليس بوضع جيد خصوصاً وانّ أعداد الذين يستعدون للهجرة كبيرة بسبب البطالة، ومع احترامي لكل السياسيين بمختلف اطيافهم، اقول: اذا لم يدافع صاحب البيت عن بيته ويحصّنه فسيكون البيت معرَّضاً للإقفال او الانهيار ولا يمكن بعدها استقبال ايّ ضيف او ايّ صديق، انطلاقاً من ذلك اناشد المسؤولين العمل على تأمين لقمة العيش للمواطنين من خلال إعطاء الأفضلية لليد العاملة اللبنانية لبقائهم في هذا البلد والحدّ من الهجرة، وذلك بعيداً من التسييس. فلا يجوز للسياسيين أن يستمرّوا في تجاهل الشبيبة في بلد يستقبل مليوني نازح ونسبة بطالة تعدت الـ 40 في المئة”.
وقال: هل يعقل أن تتخذ الدولة قراراً بوقف التوظيف؟ هل مِن دولة في العالم توقف توظيف شعبها؟ هل يعقل أنّ الموازنة لم ترصد ايّ مشروع تنموي يحث الشباب اللبناني على البقاء في ارضه؟ هذا بحدّ ذاته ظلم وإجحاف بحق الشباب.