اخبار العالم

علي صفوي: نظام الملالي كثّف الإعدامات لأنه يرى نهايته قريبة جدًا

علي صفوي: نظام الملالي كثّف الإعدامات لأنه يرى نهايته قريبة جدًا

في مقابلة تفصيلية مع شبكة “Real America’s Voice)” RAV)، قدم الدكتور علي صفوي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تحليلًا معمقًا للوضع المتفجر في إيران، مؤكدًا أن الزيادة الهائلة في وتيرة الإعدامات والقمع الوحشي هي رد فعل مباشر من نظام الملالي الذي يشعر بأن نهايته باتت وشيكة. وأوضح صفوي بالأرقام والإحصائيات أن هذا السلوك الهستيري يعكس حالة الذعر التي يعيشها النظام نتيجة الأزمات المزدوجة التي تضربه: الانهيار الداخلي والعزلة الاستراتيجية في المنطقة، بالتزامن مع صمود الشعب الإيراني وتصاعد أنشطة المقاومة المنظمة.

إحصائيات مرعبة: تصاعد الإعدامات والقمع

بدأ الدكتور صفوي حديثه بتقديم أرقام صادمة تكشف حجم القمع الذي يمارسه النظام. وأوضح أنه منذ “حرب الـ12 يومًا” الأخيرة، اعترفت السلطات نفسها باعتقال 21 ألف شخص. لكن الأمر الأكثر خطورة هو الارتفاع الكبير في عدد الإعدامات.

وقال صفوي: “وصل عدد الإعدامات في عهد الرئيس بزشكيان إلى 1600، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي الذي سجل 972 حالة إعدام”. ولإظهار مدى كثافة هذه الموجة، أشار إلى أنه “بين 3 و 6 أغسطس وحده، تم إعدام 29 شخصًا”.

كما تطرق إلى قضايا محددة تثير قلقًا بالغًا، منها:

  • 14 من المعارضين السياسيين يواجهون حاليًا حكم الإعدام بتهمة الانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
  • إعدام اثنين آخرين في 27 يوليو الماضي بنفس التهم.
  • نقل خمسة سجناء سياسيين إلى سجن “قزل حصار”، المعروف بكونه مركز تنفيذ الإعدامات، ووضعهم في عزلة تامة ومنعهم من التواصل مع عائلاتهم.

وأضاف صفوي أن النظام في يأسه لجأ إلى استهداف عائلات النشطاء، حيث يقوم باعتقال أفراد من عائلات أعضاء مجاهدي خلق، بما في ذلك كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، في محاولة لكسر إرادة المقاومة.

ما وراء القمع: انهيار استراتيجي داخلي وخارجي

ربط الدكتور صفوي بشكل مباشر بين هذا القمع الوحشي وحالة الانهيار التي يعيشها النظام على جبهتين.

على الصعيد الخارجي: أكد صفوي أن النظام فقد “عمقه الاستراتيجي” في المنطقة بعد سلسلة من الضربات القاصمة، أهمها:

  • سقوط نظام بشار الأسد، حليف طهران الرئيسي في سوريا.
  • مقتل حسن نصر الله، الذي كان يمثل ذراع النظام الأقوى في لبنان.
  • إضعاف الحوثيين في اليمن.
  • الضغوط المتزايدة على الحكومة العراقية لنزع سلاح الميليشيات الموالية لإيران.

على الصعيد الداخلي: تزامن هذا الانهيار الخارجي مع تفاقم الأزمات الداخلية التي جعلت المجتمع الإيراني على حافة الانفجار. وشملت هذه الأزمات:

  • احتجاجات واسعة: انتشرت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد وتشمل كافة فئات المجتمع من المزارعين والعمال وسائقي الشاحنات إلى الطلاب والمعلمين، احتجاجًا على الظروف المعيشية الكارثية.
  • انهيار اقتصادي: يعاني الشعب من تضخم جامح وبطالة متفشية وعجز النظام عن توفير أبسط الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء. وكشف صفوي أن “25 مليون إيراني يعيشون في الأحياء الفقيرة، بينما ينام 15 مليونًا جائعين كل ليلة”.
  • صراعات داخلية: أدت الأزمات إلى تفاقم الصراعات داخل أجنحة النظام، حتى أن هناك حديثًا يدور في برلمان النظام حول “عزل بزشكيان بسبب عدم كفاءته”.

في ظل هذا الوضع، أشار صفوي إلى الدور المتنامي لـ “وحدات المقاومة” التابعة للمقاومة الإيرانية، التي كثفت من عملياتها النوعية التي تستهدف مراكز القمع التابعة لـ حرس النظام الإيراني وقوات الباسيج، مما يساهم في كسر أجواء الخوف ويزيد من ارتباك النظام.

صمود الشعب ودعوة للمجتمع الدولي

أشاد صفوي بصمود الشعب الإيراني الذي، على الرغم من القمع الدموي – بما في ذلك قمع انتفاضة 2022 التي راح ضحيتها 750 شهيدًا معظمهم من الشباب – لم يتوقف عن النضال. وأكد أن الشعب بات يدرك تمامًا من هو عدوه الحقيقي، مستشهدًا بهتاف أصبح شعارًا في المظاهرات الأخيرة: “عدونا هنا، يكذبون بالقول إنها أمريكا”.

واختتم الدكتور صفوي مقابلته بتوجيه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، داعيًا إلى تغيير جذري في السياسة تجاه إيران. وقال: “يجب على المجتمع الدولي أن يتخلى فورًا عن سياسة الاسترضاء والتعامل مع هذا النظام. وبدلًا من ذلك، يجب الاستثمار في الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، ودعم نضالهم المشروع من أجل إسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى