اخبار العالم

الضغوط تتصاعد: الغرب يمنح إيران مهلة أخيرة قبل العودة للعقوبات الشاملة

 

في مشهد دبلوماسي غير مسبوق منذ سنوات، وجدت إيران نفسها أمام إنذار نهائي منسق من واشنطن والدول الأوروبية الكبرى. حُددت نهاية شهر أغسطس كحد أقصى أمام طهران لإثبات جدية في التعاون بملفها النووي، وإلا فسيتم تفعيل آلية “الزناد” التي تعيد العقوبات الدولية تلقائياً وتغلق باب المراوغة نهائياً. هذا التحول يشي بغليان في أروقة السياسة الدولية، ويفرض على إيران خيارات صعبة تضع نظامها أمام اختبار البقاء والتوازن.

 

جوهر التحرك المشترك ودوافعه

شهدت العواصم الغربية خلال الأيام الماضية تنسيقاً محموماً بين وزراء الخارجية الأمريكي والأوروبيين. استعرض الوزراء في اتصالات مكثفة ومسارح دبلوماسية، موقفاً موحداً غير قابل للتأويل:

 

مهلة حتى نهاية أغسطس: فرنسا، بريطانيا، ألمانيا بمشاركة أمريكية، منحت إيران حتى نهاية الشهر لإثبات “تقدم ملموس وموثوق”.

 

وعيد واضح: إذا لم تلتزم طهران، فسيتم تفعيل “آلية الزناد”، والتي تعيد جميع العقوبات الأممية التي فُرضت قبل الاتفاق النووي.

 

الحسابات الزمنية: تفعيل العقوبات يستغرق ثلاثين يوماً، وتسعى أوروبا لإنهاء العملية قبل تولي موسكو رئاسة مجلس الأمن الدولي في أكتوبر، ما يمنع تعطيل المسار الأممي بتدخل روسي محتمل.

 

الخيار الأصعب للنظام الإيراني

ما يزيد الوضع تعقيداً، أن طهران لا تزال تلجأ إلى لغة الإنكار والتصعيد، فاعتبرت التهديدات “مفتقدة للأساس القانوني”، ولوّحت بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا فرضت العقوبات. في الوقت نفسه، يصر الأوروبيون على أن التهديد ليس مجرد ورقة ضغط بل خيار عملي حتمي هدفه ضمان الأمن الإقليمي والدولي.

 

عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية شرط لا تراجع عنه لإثبات التزام إيران.

 

الإجراءات المرتقبة: تشمل إعادة حظر الأسلحة، المعاملات المالية، وتقييد التكنولوجيا النووية والبنوك.

 

لا مجال للمناورة: مع انعدام حق النقض (الفيتو) من جانب الصين أو روسيا على المسار الأوروبي، ومع انسحاب واشنطن السابق من الاتفاق، تملك أوروبا اليد الأقوى في تحريك العقوبات.

 

ديناميات الموقف وأهداف الغرب

يهدف تنسيق موعد المهلة ومحاولة إنهاء التهديد قبل أكتوبر إلى قطع الطريق على أي تعطيل محتمل عبر مجلس الأمن، وتوفير غطاء سياسي “متعدد الجنسيات” للخطوة. كما يسعى الغرب عبر هذا الإنذار لوضع إيران أمام خيار واضح: إما عودة جادة للمفاوضات بضمانات ملموسة ومراقبة حقيقية، أو فقدان مكتسبات عشر سنوات والعودة إلى نقطة الصفر تحت طائلة العقوبات التي أنهكت الاقتصاد سابقاً.

 

خاتمة

تتحرك أوروبا وواشنطن في سباق مع الزمن بين نافذة دبلوماسية ضيقة واحتمال العودة إلى مربع العقوبات الأثقل، مدفوعة بسخط متراكم من التعطيل الإيراني وتخوف من تصعيد نووي يهدد التوازنات الإقليمية والعالمية. قادم الأسابيع مفصلي: هل تُقدم طهران تنازلات غير مسبوقة أم تندفع نحو مواجهة قد تزيد عزلتها؟ السيناريوهات كلها مطروحة، لكن ما هو واضح أن المجتمع الدولي بات أقل استعداداً للصبر أو المناورة هذه المرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى