اخبار العالم

خطاب خامنئي: استعراض قوة أم اعتراف باليأس؟ تهديدات نووية وعزلة متزايدة

 

ألقى علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خطابًا بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة آية الله الخميني، حيث بدلاً من تقديم حلول للخروج من الأزمات المتفاقمة، لجأ إلى تكرار التهديدات واللغة المعتادة. هذا الخطاب الذي أُلقي في 4 يونيو 2025، يعكس بوضوح العزلة المتزايدة والمأزق الاستراتيجي الذي يواجهه النظام الإيراني على الساحة الدولية.

 

التأكيد على التخصيب ورفض أي تسوية

في خطابه، شدد خامنئي بشدة على أهمية تخصيب اليورانيوم واصفًا إياه بأنه “المفتاح” لتقدم البرنامج النووي الإيراني، ورفض أي مفاوضات أو تسويات في هذا الشأن. وهاجم سياسات الولايات المتحدة والغرب تجاه البرنامج النووي، قائلاً: “أعداؤنا يركزون على تخصيب اليورانيوم ووضعوا إصبعهم عليه. الصناعة النووية بهذه العظمة، من دون القدرة على التخصيب، لا فائدة منها.”

 

تهديد ضمني بتطوير أسلحة نووية

أشار المرشد إلى أن امتلاك 100 محطة نووية بدون القدرة على التخصيب لا جدوى منه، ما يعد تلميحًا ضمنيًا إلى إمكانية توجه إيران نحو تطوير أسلحة نووية إذا اقتضى الأمر. وتأتي هذه التصريحات في وقت يعبر فيه المجتمع الدولي عن قلق بالغ إزاء نشاطات إيران النووية، مطالبًا بالشفافية والالتزام الكامل بالاتفاقيات الدولية.

 

رفض التدخل الأجنبي وإهانة المنتقدين

برفضه الصريح لأي تدخل خارجي في شؤون البرنامج النووي الإيراني، قال خامنئي بغطرسة: “ما شأنكم أنتم فيما إذا كان لإيران تخصيب أم لا؟ أنتم تمتلكون أسلحة نووية وتحكمون العالم.” كما وصف المنتقدين الداخليين بأنهم “جهلاء” و”متواطئون” وهاجمهم بشدة.

 

تجاهل الأزمات الداخلية وتهديد الدول الإسلامية

في حين تحدث عن قوة النظام، تواجه إيران أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متفاقمة، مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في مختلف أنحاء البلاد. كما وجه تهديدًا ضمنيًا للدول الإسلامية التي أقامت علاقات مع إسرائيل، مما يعكس سياسات النظام التدخلية والمثيرة للتوتر في المنطقة.

 

رؤية المقاومة

في هذا السياق، أصدر مسعود رجوي، قائد المقاومة الإيرانية، في 5 فروردين 1404 (24 مارس 2025) رسالة صوتية عبر صوته، حيث هنأ الشعب الإيراني بمناسبة مرور أربعة وأربعين عامًا على المقاومة. وأكد رجوي في رسالته على الدور الحاسم الذي يلعبه الشعب الإيراني والشباب الثائر وجيش التحرير الوطني في مواجهة نظام ولاية الفقيه.

 

وأشار رجوي إلى أن خامنئي قد تعلم من مصير شاه وقذافي، مؤكدًا أنه لن يكون مثل شاه الذي استسلم لكسر طوق القمع، ولن يكون مثل قذافي الذي سلم برنامجه النووي بسهولة. هذه الرؤية التي طرحها رجوي أصبحت اليوم، بعد خطاب خامنئي الأخير، واضحة للجميع، حيث يظهر النظام متمسكًا بسياساته النووية رغم الضغوط والتهديدات، في مقامرة خطيرة قد تجر البلاد إلى هاوية لا يمكن التراجع عنها.

 

الخلاصة

تُظهر كلمات خامنئي أن نظام الجمهورية الإسلامية يقف على مفترق طرق خطير. من جهة، العزلة الدولية والضغوط الاقتصادية المتزايدة تضغط على النظام بشدة. ومن جهة أخرى، الإصرار على السياسات النووية والإقليمية يدفع إيران نحو أزمة أكثر خطورة. يبدو أن خامنئي، باختياره طريق المواجهة والتهديد، يراهن بمقامرة خطيرة قد تكون لها عواقب وخيمة على مستقبل إيران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى