لبنان بين الخيارات الخاطئة وتصحيح المسار
بقلم تادي عواد
ما يجري على الساحة السياسية اللبنانية اليوم يثير الدهشة والاستغراب، حيث يتساءل مراقبون عن النهج الذي يتبعه الرئيس المكلف نواف سلام. بدلًا من الالتزام بمبادئ الفريق الذي دعمه، يبدو أن سلام يبذل جهودًا استثنائية لإرضاء الثنائي الشيعي، الذي لم يمنحه دعمًا لتولي رئاسة الحكومة أساسًا.
هذا السلوك يثير تساؤلات عميقة حول أولوياته السياسية؛ كيف يمكن أن يتجاهل دعم الفريق الذي خاض معركة إيصاله إلى موقع التكليف، في مقابل محاولة استرضاء طرف لم يعترف به منذ البداية؟ إن هذا النهج لا يعكس فقط تناقضًا مع خطاب القسم، بل يتعارض أيضًا مع المصلحة الوطنية، التي تتطلب انسجامًا مع تطلعات الشعب اللبناني الساعي إلى إصلاح حقيقي.
أخطاء المعارضة وتداعياتها
تسمية نواف سلام كانت خطأ استراتيجيًا جسيمًا ارتكبته قوى المعارضة، خصوصًا نواب التغيير، الذين جرّوا معهم التحالف الداعم للنائب مخدومي إلى هذا المأزق. ما يجري اليوم يجب أن يدفع المعارضة إلى وقفة تأمل وإعادة قراءة للمشهد السياسي بعمق. المطلوب الآن هو التحرر من الحسابات الضيقة، والبحث عن مرشح يتمتع بثقة حقيقية ويعبر عن طموحات الناس الذين منحوه تفويضًا عبر صناديق الاقتراع.
المطلوب: خطة جديدة لمواجهة الهيمنة السياسية
الشعب اللبناني، الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والسياسية، لا يملك رفاهية الوقت لتكرار التجارب الفاشلة. المطلوب اليوم هو خطة تحرك واضحة تهدف إلى إسقاط حكومة حزب الله، التي يراها الكثيرون عقبة أمام الإصلاح، والعمل على إعادة الاستشارات النيابية لتكليف شخصية موثوقة. هذه الشخصية يجب أن تتمتع بالجرأة والشفافية، وتضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
لبنان يقف على مفترق طرق حاسم، وأي تأخير أو تهاون في اتخاذ القرارات الصائبة سيؤدي إلى تعميق الأزمات. على المعارضة أن تستعيد زمام المبادرة، وأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية في تصحيح مسار الخيارات السياسية، بما يضمن بناء دولة تسير نحو الاستقرار والإصلاح الحقيقي. الشعب اللبناني يستحق قيادة تليق بتضحياته وآماله.