لبنان

خيبة أمل عربية ودولية من العهد الجديد

ما حدث في جنوب لبنان يُعتبر فاجعة وطنية بكل المقاييس. العودة العشوائية للأهالي إلى منازلهم، دون تنظيم أو توفير الحماية اللازمة، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بنيران إسرائيلية. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الدولة؟ كيف يُترك هذا الملف الحساس بيد ميليشيات “الثنائي”، التي أثبتت مرارًا أن قراراتها تنبع من مصالحها الخاصة وليس من مصلحة الشعب؟ كنا نأمل أن يشكل العهد الجديد نقطة تحول، لكن المشهد الحالي يعكس غيابًا مروعًا للدولة عن أداء مسؤولياتها الأساسية.

في الوقت الذي يسقط فيه أبناء الجنوب ضحايا، تشهد بيروت مسيرات استفزازية لأنصار الميليشيات ذاتها. شوارع العاصمة تحولت إلى ساحات استعراض للقوة، حيث ملأت الدراجات النارية والسيارات المزينة بالأعلام الحزبية الأحياء، في مشهد يبعث كوابيس الماضي القريب. هذه التصرفات ليست مجرد استعراض للنفوذ، بل رسالة واضحة بأن لغة القوة لا تزال الحاكمة، وأن الفوضى تهدد أمن الأحياء وسلامة المواطنين.

حكومة مكبّلة تحت سطوة “الثنائي الشيعي”

الأنظار تتجه نحو رئيس الحكومة المكلف، الذي يبدو منساقًا وراء شروط “الثنائي الشيعي”. ورغم الآمال بتغيير المنهج السياسي وتشكيل حكومة ذات سيادة تعكس طموحات اللبنانيين، يصرّ الثنائي على السيطرة على الوزارات الحساسة، معيدًا إنتاج السياسة نفسها التي أدت إلى الانهيار. إذا استمرت هذه الديناميكية، فإن العهد الجديد قد يفقد مصداقيته مبكرًا أمام الشعب والمجتمع الدولي.

الشعب اللبناني، ومعه المجتمع الدولي، والخليجي تحديدًا، يترقب الخطوات القادمة. إذا لم يتحرك العهد الجديد لإثبات أنه مختلف عن سابقه، عبر تشكيل حكومة جديدة ومستقلة عن هيمنة “الثنائي”، فإن آمال اللبنانيين بقيام دولة ذات سيادة وحكم القانون ستتبدد. الكرة الآن في ملعب الدولة، لكن الوقت ينفد سريعًا.

ختامًا: الفرصة الأخيرة

لبنان يقف عند مفترق طرق خطير. إما أن يشكل هذا العهد فرصة للتغيير وإعادة بناء الدولة، أو ينزلق أكثر في دوامة الفوضى والانهيار. خيبة الأمل العربية والدولية ليست مجرد موقف سياسي، بل إنذار واضح بأن استمرار النهج الحالي سيؤدي إلى عزلة لبنان بشكل أعمق. الكرة الآن في ملعب القيادة، وعليها الاختيار بين الإنقاذ أو الاستسلام لظلمات الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى