كيف يتخلص لبنان من هيمنة سلاح حزب الله؟
بقلم تادي عواد –
لم يعد خافيًا على اللبنانيين أن الأزمات التي تعصف ببلدهم، من انهيار اقتصادي خانق إلى شلل سياسي مطبق، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بهيمنة سلاح حزب الله على الدولة ومؤسساتها. هذا السلاح، الذي بدأ تحت اسم “المقاومة”، تحول إلى مصدر إرهاب داخلي يُرهب الشعب والدولة على حد سواء، ينشر الجريمة ويحمي المجرمين والفاسدين وسارقي المال العام، ويعيق أي مسعى للإصلاح أو التغيير.
دور سلاح حزب الله في الأزمات اللبنانية:
تغطية الفساد والجريمة المنظمة:
الحزب لا يحمي فقط أعضاؤه، بل يوفر الغطاء السياسي والأمني لشبكات الفساد السياسي وعصابات سرقة السيارات وتجارة المخدرات وجميع عصابات التهريب والاحتكار التي تستنزف موارد الدولة.
إضعاف القضاء والأمن:
يمنع تحقيق العدالة عبر الضغط على القضاء والأجهزة الأمنية وتوفير الحماية للمجرمين، وتهديد القضاء بشكل مباشر كما حدث في قضية تفجير مرفأ بيروت، مما يفاقم الجريمة، خاصة مع الشعور بالإفلات من العقاب.
تدمير الاقتصاد:
سياسات الحزب الإقليمية وعملياته الإرهابية خارج الحدود، إضافة إلى مشاركته في حروب سوريا والعراق واليمن ضد مصالح دول الخليج، جعلت لبنان عرضة لعقوبات اقتصادية أثرت على كل شرائح المجتمع.
كيف يمكن التخلص من هيمنة حزب الله؟
إن مواجهة سلاح حزب الله ليست مهمة سهلة؛ فهو يمتلك ترسانة عسكرية كبيرة وشبكة نفوذ ممتدة محليًا وإقليميًا. لكن لبنان لن ينهض ما لم يتم تقويض هذا النفوذ. الخطوات الممكنة تشمل:
توحيد القوى الوطنية:
لا يمكن لأي فصيل بمفرده أن يواجه الحزب. يجب تشكيل جبهة وطنية تضم كل الأطياف السياسية والمدنية التي ترفض هيمنة السلاح غير الشرعي.
الإعلام كأداة مقاومة:
يجب كشف ممارسات حزب الله بشكل مستمر عبر الإعلام المحلي والدولي. فضح الفساد والتدخلات الإقليمية التي يقودها الحزب سيضعه تحت ضغط شعبي ودولي متزايد.
التعبئة الشعبية السلمية:
اللبنانيون بحاجة إلى انتفاضة سلمية مستمرة، كتلك التي حدثت عام 2019، تركز بشكل خاص على شعار “لا سلاح خارج الدولة”.
الدعم الدولي:
يجب استثمار علاقات لبنان الدولية للحصول على دعم لإضعاف حزب الله. هذا يتطلب دبلوماسية ذكية وشجاعة سياسية من الدولة اللبنانية لإقناع العالم بدعم السيادة اللبنانية.
تعزيز الجيش اللبناني:
يجب تقوية الجيش كبديل شرعي وحيد لحماية لبنان. الدعم الدولي للجيش ينبغي أن يكون مشروطًا بعدم خضوعه لضغوط الحزب.
التوعية المجتمعية:
من المهم تثقيف الشعب حول مخاطر استمرار هذا الوضع. حزب الله يحاول تقديم نفسه كحامٍ للشعب، بينما هو من أكبر أسباب تدهور حياتهم.
الخلاصة:
التخلص من هيمنة سلاح حزب الله أمر مصيري لبقاء لبنان كدولة مستقلة وقادرة على النهوض. لكنه يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تجمع بين الضغط الداخلي والخارجي، مع استمرار المقاومة السلمية والدعوة للعدالة والسيادة. إنه تحدٍ كبير، لكنه السبيل الوحيد لإنقاذ وطن بات رهينة لسلاح خارج عن إرادة دولته وشعبه.