لبنان بين قبضة هيمنة الثنائي ومعركة استعادة الدولة
بقلم تادي عواد –
في وقتٍ تنهار فيه ركائز الدولة اللبنانية تحت وطأة أزماتٍ خانقة، يبرز الثنائي الشيعي كأحد أبرز معاول الهدم التي تسحق ما تبقى من أسس هذا الوطن المنكوب. بدلًا من الانخراط في مشروعٍ وطني يعيد للبنان وجهه الحقيقي كدولةٍ للعدالة والمواطنة، يصرّ هذا الثنائي على انتهاج مسارٍ أناني وضيق، يهدف فقط إلى ترسيخ قبضته الحديدية على مفاصل الدولة، متجاهلًا الكوارث التي تسببت بها سياساته الهدامة والتي تهدد مستقبل البلاد.
إن إصرار هذا الثنائي على استخدام السلاح كأداة للابتزاز وفرض أجنداته الفئوية يعكس نهجًا انتهازيًا ينسف فكرة الدولة من جذورها. فلم يعد هذا الثنائي يمثل طائفةً أو مقاومة، بل أصبح رمزًا لتعطيل الإصلاحات، وتكريس الفساد، وتحويل لبنان إلى رهينةٍ لمصالحه وأجنداته الخارجية. كل قرارٍ يعطل تشكيل الحكومات، ويشل المؤسسات، ويغرق البلاد في دوامة الفوضى، هو بمثابة طعنةٍ جديدة في قلب الوطن.
الهيمنة على حساب الوطن
لم تعد سياسات الترهيب التي يعتمدها الثنائي الشيعي قادرةً على إسكات الشعب. لقد انكشفت حقيقته أمام اللبنانيين والعالم. بات واضحًا أنه مجرد أداة لتعميق الانهيار وإبقاء لبنان في قبضة الانقسامات والشلل. هذا النهج ليس مجرد خطأ سياسي، بل خيانة صريحة لحلم اللبنانيين بدولةٍ عادلة قائمة على سيادة القانون.
لقد حان الوقت لإنهاء هذه المسرحية العبثية التي يديرها الثنائي على حساب كرامة الشعب ومستقبل الأجيال. لبنان لا يحتاج إلى أدوات الهيمنة أو أبواق التهديد، بل إلى إرادةٍ وطنية تحرره من هذا الاختطاف الممنهج. إن التغيير لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجودية ستطيح بكل من يصر على اختطاف الدولة لصالح مشروعه الخاص.
أيها اللبنانيون، التاريخ لن يرحم المتخاذلين ولا المعرقلين. حان وقت المواجهة الحاسمة لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن.