عقدة الربع الساعة الأخيرة تعرقل وصول رئيس
في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، برزت مجددًا ما يُعرف بـ”عقدة الربع الساعة الأخيرة”، حيث تتعثر الجهود الرامية إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بفعل المصالح والشروط المتبادلة بين الأطراف السياسية. ووفقًا لمصادر مطلعة، كشفت معلومات عن طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من المملكة العربية السعودية مبلغ 10 مليارات دولار، مبررًا ذلك بالحاجة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب، مقابل ضمان موافقة الثنائي الشيعي على انتخاب قائد الجيش، جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية.
غير أن الرد السعودي كان حاسمًا برفض هذا الطلب بشكل قاطع، مع التشديد على أن سياسة الابتزاز المالي التي كانت تُمارس في السابق لم تعد تُجدي نفعًا مع المملكة في المرحلة الحالية. وكررت السعودية موقفها الداعي إلى أن يتحمل السياسيون اللبنانيون مسؤولياتهم تجاه انتخاب رئيس جديد دون شروط مسبقة أو مطالب مالية.
وبحسب المصادر نفسها، أكدت المملكة أنها لن تتراجع عن هذا الموقف الصارم، وستلقي المسؤولية الكاملة على الأطراف المعطّلة إذا استمر الجمود السياسي الراهن، محذّرة من تبعات خطيرة قد تترتب على استمرار هذا التعطيل، في ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي يعصف بلبنان.
تظل عقدة “الربع الساعة الأخيرة” هي العنوان الأبرز للمشهد السياسي اللبناني، مع استمرار الضغوط المحلية والإقليمية لإتمام الاستحقاق الرئاسي، وسط غموض يكتنف المرحلة المقبلة. فهل يشهد لبنان خرقًا سياسيًا قريبًا أم يستمر في دوامة التعطيل؟ الساعات المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.