مستقبل لبنان بين التقدّم والتخلّف
بقلم تادي عواد
تشهد منطقة الخليج العربي اليوم ازدهارًا غير مسبوق، حيث تعيش دولها أفضل مراحلها على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي. وتُعد دبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، نموذجًا يُحتذى به في تحقيق التنمية والرفاه، إذ أصبحت مضرب مثل بفضل سياساتها الطموحة التي تهدف إلى تأمين حياة كريمة لمواطنيها.
من جهة أخرى، تتجه سوريا نحو مرحلة التعافي بعد سنوات من الحرب والمعاناة، مع بروز أمل جديد بطي صفحة النظام القمعي لبشار الأسد. هذا الأمل يمهّد الطريق لعودة الحياة الطبيعية للشعب السوري الذي طالما عانى من ويلات الصراع. وها هي اليوم تنفض غبار الحرب، استعدادًا للبدء بإعادة الإعمار واستعادة مكانتها الإقليمية.
في المقابل، يبقى لبنان عالقًا في دوامة الفساد والتخلّف والإفلاس. يعود السبب الرئيسي لهذا الانحدار إلى هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية تحت ذريعة “المقاومة”. هذه الحجة، التي استُخدمت لتبرير وجود السلاح غير الشرعي، أسهمت في انهيار لبنان اقتصاديًا وسياسيًا، إضافة إلى اغتيال أبرز الشخصيات الوطنية التي كانت تعمل من أجل سيادة واستقلال البلاد.
لبنان، الذي كان يُلقب بسويسرا الشرق، تحوّل بسبب سياسات حزب الله وأوهام “المقاومة” إلى بلد غارق في الدماء والفقر والفساد، فاقد لأي أفق للتقدّم أو الاستقرار. إن استمرار هذا الوضع يؤكد أن خلاص لبنان مرهون بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني، واستعادة الدولة لسيادتها الكاملة دون تدخل خارجي أو هيمنة قوى غير شرعية.
إنّ استعادة لبنان لعافيته تتطلب إرادة وطنية حقيقية، ووقوف الشعب صفًا واحدًا في مواجهة ميليشيات حزب الله وكل من يسعى لاستغلال الوطن لمصالحه الفئوية. وحدها هذه الخطوات كفيلة بأن تُعيد لبنان إلى مكانته الطبيعية كبلد للثقافة والازدهار والتعايش.