خاسر واحد..ورابحون كثر!
كتب جوزاف وهبة على موقع Lebanon On Time :
يستطيع جبران باسيل أن يبعد عنه كأس الخسارة، تارة بقوله “أنا ربحت..”، وطوراً باعتبار ما جرى “مؤامرة على البلد لتثبيت النزوح السوري..وما شابه”، ولكنّه في نظر جميع اللاعبين والمتفرجين، فقد خرج رئيس التيار الوطني الحر، الذي رفع السقف عالياً ضدّ التمديد لقائد الجيش جوزيف عون كخطوة لا بدّ منها لإزاحته من قائمة المرشّحين الجدّيين لرئاسة الجمهورية، خاسراً في المعركة من عدّة زوايا:
-كان يفضّل أن يمرّ التمديد عبر الحكومة لمدّة 6 أشهر فقط ما يجعله قادراً على الطعن بالقرار أمام المجلس الدستوري، وما يجعل المعركة مستمرّة ضدّ شرعية هذا التمديد، وهو ما لم يحصل عليه بفعل تطيير نصاب الجلسة التي كانت مقرّرة صباح يوم الجمعة!
-التمديد جاء لمدّة سنة وفق التشريع من خلال المجلس النيابي حيث تقاطع خصماه اللدودان (نبيه برّي وسمير جعجع)، وكلّ ما فعله حليفه حزب الله هو الإنسحاب الشكلي لنوّابه مع بقاء باقي نوّاب الممانعة في الجلسة، من فيصل كرامي الذي صوّت لصالح التمديد، إلى النائب جهاد الصمد الذي امتنع عن التصويت مع جميل السيّد والياس بو صعب!
-إنّ جلسة التمديد شكّلت “بروفه” ناجحة لاحتمال انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً، إذا ما جرى التوافق الدولي والإقليمي حوله، كما شكّلت دفعاً قويّاً له وخاصة لجهة أنّ حزب الله لا يعتبره “مرشّح تحدّي” بالنسبة للمقاومة وظهر المقاومة!
فإذا كان باسيل خاسراً وحيداً في هذه المعركة، مهما ادعى عكس ذلك، فمن هم الرابحون؟
أوّلاً، الرئيس نبيه برّي.لقد سجّل أرباحاً في أكثر من إتجاه:أثبت أنّه في العلاقة مع حزب الله له الأفضلية على باسيل ويستطيع أن يتجاوزه حينما تدعو الحاجة الى ذلك..وفتح المجلس النيابي للتشريع، رغم الفراغ الرئاسي، بحضور ومباركة القوات اللبنانية ومرجعيّة بكركي..كما أفهم باسيل أنّ التقاطع مع القوات ممكن ووارد في هذه المحطّة وفي محطّات أخرى!
ثانياً، سمير جعجع، ومعه نوّاب المعارضة.فقد خرج “الحكيم” من قوقعة المبدئيّة التي قد تُرضي الروح ولكنّها لا تُطعم خبزاً في دهاليز السياسة اللبنانية، وأباح التشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي حتى لا يقع البلد في فراغ آخر أشدّ خطورة في هذه المرحلة المصيرية من التطوّرات الجارية في الجنوب وغزّة وكلّ المنطقة..كما أبقى الباب مفتوحاً أمام فرصة التوافق على قائد الجيش رئيساً في مرحلة لاحقة!
ثالثاً، أظهرت بكركي أنّها لا تزال المرجع الصالح حيث تقف عند خاطرها وهواجسها، أكانت رئاسة الحكومة أو رئاسة المجلس النيابي، وأنّها لا تزال قادرة على لعب دور الغطاء المسيحي الكافي عند الإنعطافات الخطيرة!
رابعاً، حزب الله.فقد أفهم حليف مار مخايل أنّه دون غطاء كامل وحاسم منه، لا يستطيع جبران باسيل أن يحقّق أيّ نصر وخاصة أنّ أعداءه كثر (بمن فيهم سليمان فرنجيه) ومستعدّون للإنقضاض عليه في أيّة لحظة، كما حصل تماماً!
خامساً وسادساً، تكتّل الوفاق الوطني وتكتّل الإعتدال الوطني.فهم، أي فيصل كرامي ونواب المنية والضنية وعكار وبالعموم نوّاب السنّة لا بدّ أن يقفوا على خاطر المملكة السعودية، وهو ما أراد السفير وليد بخاري إفهامه للجميع حين زار مقرّ البطريركية قبل يوم واحد من إجتماعي الحكومة والمجلس.وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ النائب فيصل كرامي الطامح الى رئاسة الحكومة القادمة يدرك أنّ الطريق الى السراي الكبير يمرّ من مقرّ السفارة السعودية وليس من مركز ميرنا الشالوحي.فهو يستقبل باسيل في دارته في طرابلس ولكنّه ليس مستعدّاً لإغضاب السعودية لأجله!