من بيت الطّين إلى عنّايا/ بقلم نجم شرف الدّين
إنتهيت من قراءة رواية : “من بيت الطّين إلى عنّايا”
الحقيقة: في تُزاحم القراءة والكتابة والعمل والأسرة لدي، ليس من السّهل أن أقرأ رواية كاملة . مالم تكن شدّتني بكلمة ابتدائيّة أو خلفيّة جماليّة كجمال لبنان.
وهذا نادر .
تتبّعتُ بشغف جماليّات الحروف والكلمات والجمل في الرّواية . هذا الّذي همّني وهذا الّذي شدّني . الخيال والجمال
جمال الأمكنة، وتصوير المكامن الرّائعة في البيئة.
فالبؤس ظاهر في لبنان، كما في وطني اليمن. وجدت أن هناك تشابه كبير بين البلدين.
البلدان يملكان من الخيرات الكثير، لكنّ الاختلاف والطّائفية فعلت، ما وصفه الكاتب عمر سعيد.
لا أحبّ الخوض في هذا لأنّه شائك وطويل جدّا .
اعجبتني اللّغة الشّاعرية والصّور في بداية الرّواية حتى منتصفها..
بعدها تراجعت اللّغة قليلّ،ا لصالح الأحزان والبؤس والخوف والفكر، الذي يسعى تصريحّا وتلميحّا لتحقيق إنسانية الإنسان، دون إعتبار لإيمانه؛ لإنّ مسألة الإيمان الصّافي طمسها البشر بخرافات؛ غلبت على قلوب الناس.
بيروت.. بغداد.. نيقوسيا.. مدن يضمها حوض البحر الأبيض.. ذلك الهواء كفيل بإخراج كاتب ذي عذوبة زلاليّة مثل عمر سعيد.
أضفت هذه الرّواية لمحبتي (سير الأدباء).
سبقتها رواية (البئر السّابعة) لجبرا إبراهيم جبرا
ورواية (عشت لإقرأ) لغابريل غارسيا ماركيز، ورواية (تقرير إلى غوريكو) لكازنتاكيس.
تجارب إنسانيّة أدبيّة، تشبه إلى حدّ بعيد تجارب الأنبياء.
نجم شرف الدين