تحت المجهر

لا كهرباء حتى انتهاء العهد.. باسيل يدخل اللبنانيين في “العتمة” لعيون “سلعاتا”

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:

فيما يعيش الشعب اللبناني تحت رحمة أصحاب المولدات وفي العتمة الشاملة لعدم قدرة الدولة على تأمين الكهرباء، تلقت الحكومة اللبنانية منذ قرابة الثمانية أشهر عرضين لبناء معملين للكهرباء في دير عمار والزهراني بطاقة ٢٠٠٠ ميغاوات على الغاز، مما يوفر ٢٤ ساعة تغذية كهربائية وبتكلفة ٧,٥ سنت لكل كيلو وات ساعة في حين تصل التكلفة الحالية على جيب اللبنانيين للـ ٤٠ سنت لكل كيلو وات ساعة.

ولكي تكتمل فرحة اللبنانيين كان لوزير الطاقة وليد فياض الخامس من سلالة الوزراء العظام، لمسة سحرية طيرت درس هذين العرضين عن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. والسبب كما يقول فياض أنه يمكن تأمين عروض أفضل ولدراسة العروض أكثر.

فعلى ما يبدو أن معاليه أغفل أننا نعيش في العتمة الشاملة على مشارف الصيف، وأغفل أنه اعتباراً من منتصف ليل اليوم يصبح وزير تصريف أعمال، وتصريف الأعمال قد يطول إلى نهاية ولاية الرئيس عون .

ونسي معاليه أسطوانة أسلافه العظام “بضرورة تأمين الكهرباء على مشارف الصيف”، ولكن يومها كانت البواخر التركية على الشواطئ اللبنانية، ولم تكن “العروض الأفضل” ضرورة لأنهم هم من كانوا يمسكون بها.

باختصار إن ما حصل بسحب درس هذين العرضين عن جدول أعمال مجلس الوزراء، هو لأن وزير الطاقة ومن خلفه في التيار العظيم لا يريدون لكم كهرباء… فحجة “العروض الأفضل” كذبة عمرها أكثر من ١٣ سنة من الظلمة!

وفي حديث لـ “هنا لبنان” مع الأستاذ فارس الجميّل، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال “أن معالي وزير الطاقة طلب سحب عروض الكهرباء عن جدول أعمال الجلسة الوزارية منذ يومين”.

وعن سبب طلبه لسحبهم عن جدول الأعمال، وعن قول الوزير أنه هناك إمكانية لتأمين عروض أفضل قال: “ولماذا وضعهم على جدول الأعمال ومن ثم طلب سحبهم في آخر دقيقة؟”، وأضاف “من الواضح أن سبب سحب الملف ليس له علاقة بالعروض وسحب الملف هو سياسي وبقرار سياسي من فريق الوزير، والاتجاه واضح من طريقة السحب أنه هناك قرار سياسي في هذا الموضوع. فكيف لوزير أن يبعث طلب قرار إلى مجلس الوزراء ومن ثم يطلب سحبه قبل يومين من الجلسة وفي حين هو مستوفٍ للشروط”.

وبحديث لـ “هنا لبنان” مع النائب نقولا نحاس حول أسباب سحب الملف عن جدول الأعمال قال: “إن سحب الملف لا يتصوره عقل، فعندما يعرض عليك من جهات مختصة أنه بإمكانهم تأمين ٢٠٠٠ ميغاوات بكل الظروف الإيجابية، وتنسحب لأن معمل سلعاتا ليس ضمن العرض، فهذا الشيء غير مقبول “.

وأضاف “ليس بمعقول أن تكون تكلفة إنتاج الطاقة في كل لبنان بحولي ٣٠ و ٤٠ سنت، ويأتي من يقول لك أنه بإمكانه تأمين الكهرباء بقيمة ٧.٥ سنت، فهنا ماذا يكون السبب لرفض العرض؟ لا أعلم”.

وعن تبرير الوزير حول إمكانية تأمين عروض أفضل قال نحاس: “أين كان معاليه منذ ٨ أشهر ولم يؤمن هذه العروض؟ “

وزاد “ليس مسموحًا تطيير هكذا عرض، ولا يهمني سبب تطيير العرض، كل ما يهمني هو التوفير على الناس”.

وحول طلب فريق وزير الطاقة السياسي تطيير الملف قال نحاس: “حتماً، وأحمل كل شخص في وزارة الطاقة هذه المسؤولية والتيار الوطني الحر أيضاً وتأثيره واضح في هذا الشأن “.

Show More

Related Articles

Back to top button