إلى فلاديمير زيلنسكي/ بقلم عمر سعيد
إلى فلاديمير زيلنسكي
غدا ستنتهي الحرب، وستجفف الشمس جرح التراب، وستكسو سهول بلادك حقول قمح بلون جدائل الصبايا الواقفات على شرفات الحياة.
وسيعود شعبك إلى كنس بقايا الحديد المشتعل، ومسح زجاج النوافذ من غبار الحزن والمعارك.
ستفتح المدارس أبوابها، وسيرسم أطفالك ولأول مرة حقولًا ملأى بالسنابل الحمراء.
وسيحكي الأجداد ممن بقي على قيد الحكاية قصص الليالي المحاكة بالصبر والكفاح والأمل.
هناك سيقيم لكم أحرار الأرض متحفًا في ذاكرة القيم، يؤثثونه بقصائد تليق بوقفة الإنسان عند جرح الوطن.
وستشتهي كل عرائس الدنيا أن تربط شعرها بخيط من لباسك العسكري، وأن تطوق جيدها بعقد من أزرار قميصك المخضب بعرق النضال ودم جنودك الأوفياء.
وسيتخذ الكثير الكثير من حجاج الجَمَال من طيف ألوان ثيابك في الجبهة ألف لون ولون يرسمون خرائط الخيال.
وستصبح الشعرة من رأسك تميمة الباحثين عن الصدق.
وستكون السماء أبهى وأرحب مما كانت في زمن النبوءات، فأصدق الوحي ذلك الذي يصعد من الأرض إلى السماء.
وستصبح كلماتك نشيد الشعوب في قسمها المؤمن بالإنسان.
عندها سيعلن كل الذين آمنوا بالطفولة والأنوثة والشجاعة والشهادة والحياة والوطن بأنك ركن شمالي تبدأ منه أشواط الطواف حول بيت شيده الثابتون بأضلعهم، فاستحق شد الرحال إليه كلما نادى الوطن.
وسيؤذن في الأحرار هاتف: “أن حيّا على السماء” وقد غدت بلادك كل السماء.
عمر سعيد