تحت المجهر

هكذا يبتز باسيل حزب الله..

صار معروفاً لدى معظم اللبنانيين ان جبران باسيل لم يحصل على وعد من السيد حسن نصر الله بتأييده للوصول الى رئاسة الجمهورية ، كما وعد عمه عون واوصله الى الرئاسة ، . 

 وبات معروفاً لسياسيين وإعلاميين وحزبيين كثيرين انه في كل مرة يطلب فيها صهر عون الصغير تأييد السيد او وعداً بالتأييد يسمع جواباً واحداً هو : بعد بكير يا جبران. 

والبعض يقرأ ان الطلب والتمهل ثم الإصرار على الطلب ليقابله المزيد من التمهل هو ما يدفع صهر عون الصغير الى البحث عن كل الوسائل التي قد تدفع السيد نصر الله كما يتوهم باسيل لتقديم وعد يلزم به نفسه كما حصل حين الزم نفسه بعون وتمسك بوعده له كمن يمسك الجمر بيديه !! كما يعتقد كثيرون .
 
واللبنانيون بمعظمهم يعتقدون ان باسيل هذا بموقع عمه وربما بموافقته يوقف الدولة اللبنانية ومصالح الوطن وحل مشاكله المتفاقمة مالياً ومعيشيا ً ويكاد يجعل مصير الوطن كله في كفة ووصوله الى رئاسة الجمهورية في كفة واحدة.. فالرئاسة المستحيلة لجبران تساوي ابقاء البلد كله واقفاً على رجل واحدة تنفيذاً لثقافة علمه اياها عمه حين عطل تشكيل حكومة عدة اشهر وهو يردد مزهواً عمرها ما تكون حكومة كرمال الصهر !!! . 

جبران يريد ان يحمل لقب فخامة الرئيس خلفاً لعمه… وفي حياة عمه .. وفي سبيل هذه الغاية وعلى طريقها سيعيش اللبنانيون والعالم اغرب المفارقات وفق النهج والثقافة التي زرعها ميشال عون في الحياة السياسية وعنوانها : انا او لا احد ! 

باسيل يعرف ان العقوبات الاميركية عليه خدمته عند حزب الله ( ولو ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا خرجت عن كل تقليد دبلوماسي لترد عليه وتفضحه خصوصاً عند حزب الله ) . .. لكن باسيل لم يحصل من امين عام الحزب السبد حسن نصر الله سوى على الثناء عليه في خطاب علني .. وإذا كان جبران يحتاج هذا الثناء حكماً فإنه يريده مقدمة للحصول على الوعد المستحيل
  وآخر المحاولات القريبة – السرية حملت الطلب نفسه وجاء التمهل من جديد هو الجواب الاكيد .

وربما هذا ما يفسر عند كثيرين حملة جماعة جبران في الإتجاه المختلف تماماً حيث بات تياره اقرب لأن يحمل حزب الله مسؤولية فشل الصهر وعمه في ” مقاومة الفساد ” 
والمفارقة المضحكة هنا انه مثلما رفع جماعة عون شعار الإبراء المستحيل ضد السنة في لبنان وتحديداً ضد الحريرية السياسية ثم بلعوه ضمن صفقة التسوية التي جاءت بعون رئيساً عام 2016. .. يبدو ان جماعة باسيل الوريث يرفعون شعار مقاومة الفساد ضد الشيعة في انتظار وعد من السيد نصر لله ليركب باسيل رئيساً في اي وقت من الآن الى ان ينتهي عمه فترته عام 2022!!! 

 وعلى الرغم من الوقاحة التي تصاحب مزاعم العونيبن بأنهم ضد الفساد .. والعالم كله من استراليا الى بنما ومن المحيط الأوقياني الى المحيط الاطلسي وما بينهما يعلم بأن وزراء التيار مسؤولون عن هدر 65 مليار دولار  اي نحو ثلثي الدين العام في لبنان  على الكهرباء … ولا كهرباء. 
وعلى الرغم من الصفاقة( فتشوا عن معنى هذه الكلمة في لسان العرب) التي يجهر بها جماعة عون تحت عنوان ما خلونا التي باتت مرادف على دلعونا
 وعلى الرغم من الاستفزاز التي تمارسه جماعة التيار  ضد جموع اللبنانيين بالحديث عن الإنجاز المستحيل كما الإبراء المرحوم وهي انجازات افلست اللبنانيين ودهورت عملتهم الوطنية وجعلت اكثريتهم تحت خط الفقر والآلاف اكتشفوا ومارسوا مهنة التسول . حتى اشبع العونيون شعب لبنان انجازات جعلتهم يخرجون في مظاهرات يدعون الله فيها ان يوقف سيول الانجازات التي اتحفهم فيها العهد القوي 
 على الرغم من كل هذا فإن تيار عون ما زال يصدق ان هناك من يصدق مقاومته للفساد ؟؟؟ 

وهذا التصديق يجعله يتمادى في مزاعمه ليس في انه يريد الاصلاح ، بل ان فشله هو في عدم دعم حزب الله له في مواجهة الفساد ، لكأنه بوعيه او بغباء البعض عنده يقول لحزب الله اطلق النار علينا وعلى حليفك الآخر نبيه بري ليخرج الثلاثة خاسرون حتماً ؟ 
وهل بات حزب الله شماعة يعلق عليها باسيل اخطاءه ؟ واكثر من ذلك هل بات تمهل السيد نصر الله في إعطاء باسيل وعداً بترئيسه سلاحاً في يد الصهر الصغير لإبتزاز حزب الله عن طريق اتهامه  بأنه لا يساعده في مواجهة الفساد؟ 

لا يقف تيار عون عند حدود اتهام حزب الله بأنه لا يدعمه في مقاومة الفساد ( لاحظوا ان التيار نفسه يشعر بالاسى لأن حزب الله لا يدعمه أيضاً في الوصول الى رئاسة الجمهورية.. وهذ التيار يعتبر ان وصول باسيل الى الرئاسة يضمن له مقاومة الفساد ؟؟؟؟؟ لكأن اربع سنوات وشهرين من حكم مؤسسه ليست كافية للاستمرار في دفن البلد حياً وجعله في مقدمة بلاد الارض التي يسود فيها الفساد وتزداد فيه نسبة الفقر والجوع 

  تيار عون يندفع أيضاً الى تحميل حزب الله مسؤولية فساد نبيه بري وجماعته ليدعوه الى مواجهته وهو يدرك استحالة ذلك لأن هذا يعني ببساطة هدراً لدماء الشيعة بأيدي شيعية تراق في كل قرية وبلدة وحي ومدينة يتعايش فيها جمهور الحزب والحركة على وقع وضع اشبه بحافة الهاوية .. وهو وضع لا نراه بين جمهور القوات الللبنانية وتيار عون .. ولا يوجد بين القوى السياسية خارج الثنائي الماروني من يدفع الى صدام بينهما والجميع يعلم ان زمان حرب الإلغاء تحول .

والحال انه والى ان يقرر الله ان يسترد امانته في اي من الحاكمين منذ 30 سنة او منذ15سنة فإن الابتزاز الذي يظهره تيار عون ضد حزب الله سيستمر الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً

حسن صبرا _ الشراع

Show More

Related Articles

Back to top button