اهل الخزعبلات و حزب الله ..
الى الذين يريدون التحايل على حزب الله و اللعب معه على الالفاظ و الاتكال على سراب المناورة معه، و عرض معادلة “نسقط ال١٥٥٩، اعطينا بعض الكراسي”، لقد حاولتم، و تخبّطم و تلعثمتم لثلاثين سنة. حزب الله اذكى و ادهى من هذه الخزعبلات النيو-ليفاتينية (Neo Levantine). حزب الله اسقط ثورة الارزفي ٢٠٠٥ عبر هذه المناورات المراهقة، و اسقط حكومة الارز المترددة في ٢٠٠٨، و تحايل على بلاشفة الحراك في ٢٠١٩ و سرق رعد الثورة و طوّعها و حوّلها الى حركة مطلبية داخلية، و الادهى، انه يعمل على توجيهها.
هذا الحزب استراتيجي، لا يلعب بالخزعبلات الصغيرة، و يدرك اي محاولة كلامية للتكتكة معه. يشتري اكبر رأس يسعى الى “كسب الوقت” و يجعله يظن انه يكسب. و لكنه حزب يعرف تماماً اين ضعفه. ما يرعب حزب الله هو كلمة واحدة تشكل كابوسا غير قادر على محوه حتى الان و هو القرار ١٥٥٩.
لذلك وّجه اِعلامه ليتهم هؤلاء الابطال المسالمين الذين حملوا الشعار بأنهم “يهددون الثورة” و كأن الثورة باتت ملكاً لحزب الله. و المفارقة ان الحزب نجح في تجنيد بلاشفة و مقاطعجية ليواجهوا ابطال ل١٥٥٩، بدلا من جماعة الحزب. لماذا؟ لانه عندما يواجه الحزب مواطنين يؤيدون قراراً دولياً، مع من سيقف المجتمع الدولي، مع الحزب؟
لذلك فان الحزب، الاذكى ١٠٠ مرة على الاقل من الخزعبلاتيين، يدفع “بالثوار الغير فاهمين” لمجابهة “الثوار الفاهمين” و يقولون لهم “مش وقتها”، و بالتالي ينفذون ما يريده حزب الله. لان مصلحة حزب الله ان لا يكون وقتها ابداً. لا الان، لا منذ ٣٠ سنة، لا منذ ١٥ سنة ولا في المستقبل.
فموقف حزب الله الدائم انه “مش وقتها ابداً.” و اهل التكتكة محدودي الفهم الاستراتيجي يهرولون وراء هذه المحدودية. فهم يظنون انهم اذا اعلنوها ثورة مطلبية، سينقذهم العالم. بالعكس اذا لم يقولوا للعالم، كما قال اسلافهم في ٢٠٠٥ ما هي الجذور الحقيقية للازمة، فسيأكلهم الحزب، و لن يسمعهم العالم…
الدكتور وليد فارس