تقرير: خسائر باهظة لـ ”فيلق القدس“ الإيراني في سوريا
كشف تقرير إخباري منشور في صحيفة ”كيهان“ الإيرانية، الثلاثاء، عن أبرز تطورات الوضع الميداني لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية، وذلك في ظل الحديث عن سقوط أعداد كبيرة من مقاتليه في معارك تشهدها سوريا.
وأشار التقرير إلى أن خسائر فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية لقوات الحرس الثوري خارج الحدود الإيرانية، شهدت تصاعدا ملحوظا خلال المدة الأخيرة في سوريا.
وأوضح أن أعدادا كبيرة من قوات الفيلق لا سيما أعضاء لواء ”فاطميون“ لقوا مصرعهم سواء في الاشتباكات مع معارضي الحكومة السورية أو في الهجمات الجوية، التي تشنها إسرائيل من آن لآخر على سوريا، والتي تستهدف مواقع إيرانية.
ولفت التقرير إلى أن ”المسؤولين الإيرانيين ووسائل الإعلام الحكومية في طهران تتعمد إخفاء أي معلومات متعلقة بالخسائر التي تتكبدها قوات (فيلق القدس) في سوريا“.
وتابع أن إيران أجرت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراسم تشييع لعدد لافت من قتلى الحرس الثوري في المعارك بسوريا، كان أبرزهم على الإطلاق القيادي أصغر باشبور، وأحد أهم مساعدي الجنرال الراحل قاسم سليماني.
وبيّن أن الإحصائية الأخيرة لقتلى الحرس الثوري في سوريا تعود لمقاتلين ينتمون لكتيبة ”الإمام الصادق“، وهي إحدى الكتائب البارزة بالحرس الثوري، التي نشطت مؤخرًا بالتعاون مع قوات الحكومة السورية للسيطرة على مدينة حلب.
وعلقت الصحيفة المعارضة على مزاعم طهران بوجود قواتها في سوريا لإرساء الأمن ومحاربة تنظيم ”داعش“ الإرهابي بأن ”الوضع الميداني في سوريا كشف خداع الحملة الدعائية التي أطلقتها إيران حول حقيقة تواجدها العسكري هناك، إذ إن أغلب الجبهات التي تحارب فيها الميليشيات التابعة للنظام الإيراني لا تتواجد بها داعش وإنما المعارضة المسلحة لنظام الأسد“.
وحول آخر ردود الأفعال الإيرانية، استشهد التقرير بتصريحات لقائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، حين أطلق تحذيرات لإسرائيل حول قدرة إيران للرد على أي هجوم محتمل.
وكان سلامي قال في لقاء مع شبكة ”الميادين“ يوم أمس الاثنين: ”إننا نحذر الإسرائيليين من أن جميع المناطق المحتلة في فلسطين تحت مرمى نيران إيران، لذلك عليهم مراقبة شرارتهم“.
ورأى التقرير أن تحذيرات سلامي ربما تحمل جانبًا آخر غير دعاية طهران من القضية الفلسطينية، وهي أنها جاءت بسبب زيادة هجمات إسرائيل على القوات الإيرانية في سوريا، التي تسفر عن تدمير مواقع ومخازن أسلحة للحرس ومقتل قيادات ومقاتلين، أدت إلى تراجع الموقف العسكري للحرس في المعارك بسوريا.
ولفت أن تهديدات إيران لإسرائيل زادت في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، لا سيما بعد أن اتهم مسؤولون إيرانيون بارزون، تل أبيب بمساعدة الولايات المتحدة استخباراتيًا في عملية اغتيال سليماني.
وذكر التقرير أن تهديدات إيران لإسرائيل دفعت الأخيرة لتأسيس وحدة خاصة عن إيران في الجيش الإسرائيلي عرفت بـ“مومنتوم“، وهي عبارة عن برنامج استراتيجي يمتد لـ5 سنوات، يعمل على رصد وتدمير التهديدات الإيرانية بقيادة عسكري برتبة لواء في الجيش الإسرائيلي.