ما الذي كشفه استهداف السعودية من داخل العراق؟
تكشفت الحقائق وظهرت المعطيات، فعملية استهداف منشأة نفطية سعودية أريد لها أن تكون ترويجًا لقدرات الحوثيين، لكن سرعان ما تبين أنها استعراض لعضلات من ورق، وبأن الهجوم مصدره طائرات مسيرة انطلقت من جنوب العراق على الحدود الشمالية الشرقية للسعودية، وهي منطقة تنتشر فيها ميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني.
الحرس الثوري كان على مايبدو مدركًا لحقيقة حجم وقدرات ذراعه في اليمن، ليتحرك من جبهة العراق، خاصة وأن الهدف هذه المرة في غاية الأهمية ويحتاج تنفيذًا مدروسًا ومباشرًا، ولا يمكن الاعتماد على الحوثيين في العملية، فخط النفط هذا هو المشروع السعودي الأبرز الذي ينذر بسحب ورقة مضيق هرمز من يد طهران.
خبراء عسكريون يؤكدون بأن الحوثيين ليس لديهم أي قدرات كما يدعون، وإن كانوا ينفذون هجمات ويحققون اختراقات بين الحين والآخر في المناطق السعودية القريبة من حدود اليمن، فإن ذلك يتم بأسلحة إيرانية خالصة وخبراء إيرانيين، وهذا ما جعل منهم مجرد أداة تنفيذية تتلقى أوامرها لخدمة أهداف طهران في المنطقة.
وأقوى ما لدى الحوثيين من قدرات هو ما يطلق عليه اليمنيون ولاعة الحوثي، وكذلك مفاتيح الجنة التي يوزعها على أتباعه لتشجيعهم على الموت في حربه العبثية.
المعركة التي تقودها السعودية في اليمن، هي إذًا مواجهة متقدمة مع الحرس الثوري الإيراني تشبه حرب استنزاف سياسي لإيران أمام المجتمع الدولي، الذي يرى كل يوم مزيدًا من الأدلة على إرهاب دولة نذرت مقدرات شعبها لدعم وكلاء، مهمتهم الأولى زعزعة استقرار المنطقة.
المصدر : إرم نيوز