اخبار العالم

ترمب و”خيار التراجع”… كيف تسير استراتيجية الرئيس الأميركي تجاه طهران؟

بعد إعلانه إيقاف تنفيذ ضربة عسكريّة، قبل دقائق من اندلاعها، ضد إيران رداً على إسقاط طائرة استطلاع عسكرية أميركية مسيّرة، لا تزال استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب تزيد من (خلط الأوراق) بالمنطقة، وفق تعبير مراقبين، وذلك في وقت تتباين فيه مواقفه بشكل كامل بين (ذروة التصعيد بشن حرب) و(الدعوة إلى إجراء محادثات عاجلة حول عدة قضايا).

أمس الجمعة، قال الرئيس الأميركي في مقابلة مع شبكة (إن. بي. سي) الأميركية، إنه “لا يريد الحرب مع إيران”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى “أنها (الحرب) لو وقعت فستسبب دماراً هائلاً”.

وشدد ترمب، “لا أسعى إلى الحرب، لكنها لو وقعت ستسبب دماراً ماحقاً لم تروه من قبل، إلا أنني لا أرغب في فعل ذلك”، ملمحاً إلى تمسُّكه بخيار “إجراء محادثات مع إيران”.

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني للمرة الأولى خفض التزامات بلاده بالاتفاق النووي في 8 مايو الماضي (أ.ب.).jpg

الرئيس الإيراني حسن روحاني (أ.ب)

وجاء ذلك في إطار تعليق الرئيس الأميركي على تساؤلات حول أسباب إلغائه ضربة عسكريّة كانت تستهدف مواقع عسكرية إيرانية فجر الجمعة رداً على إسقاط طهران طائرة استطلاع أميركية، قالت إيران إنها “اخترقت أجواءها”.

وعلل ترمب إلغاء العملية، لأن “الرد بهذه الطريقة على إسقاط الطائرة كان سيؤدي إلى خسائر غير متناسبة في الأرواح تقدر بنحو 150 شخصاً”. إذن، ما الذي يريده الرئيس الأميركي من طهران؟

تضارب في استراتيجية ترمب
وفق مراقبين يرغب الرئيس الأميركي في الظهور “محارباً”، لكنه يريد في الوقت ذاته “تجنُّب الحرب”!

واتضحت هذه الرغبات المتضاربة عندما كانت القاذفات الأميركية تستعد لإطلاق حممها على إيران، لكن ترمب قرر إيقافها في اللحظات الأخيرة، ويجسّد ذلك حالة التناقض، التي طغت على السياسة الخارجية للبيت الأبيض طوال العامين الماضيين.

يقول روبرت مالي رئيس مجموعة الأزمات الدولية والمستشار السابق للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما “ترمب تتجاذبه غريزتان: واحدة تدعوه إلى الحذر، ومردُّها الاعتقاد بأن الحروب اللا منتهية كانت مكلّفة جداً للولايات المتحدة، والثانية الظهور بمظهر الرجل القوي، الذي لا يمكن تجاهله”.

وأضاف، “الرجل الذي كان مستعداً عسكرياً للهجوم، هو نفسه الذي اتخذ قراراً محباً للسلام لتجنّب مقتل 150 شخصاً في ضربة انتقامية لإسقاط إيران الطائرة المسيّرة. إذ لخص ترمب بشكل جيد التردد، الذي يسود أقوى إدارة بالعالم”.

وحسب مالي فإن “ترمب لديه بالفعل استراتيجية بشأن إيران، ففي البداية يمارس أقصى درجات الضغوط بما في ذلك (التهديد بالخنق اقتصادياً)، وبعد ذلك يقول (إذا كنتم مستعدون لقبول شروطنا، فإن الباب مفتوح لإقامة علاقات قوية)”.

مستشار شؤون الأمن القومي جون بولتون يستمع إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أحد الاجتماعات (أ. ب..jpg

مستشار شؤون الأمن القومي جون بولتون يستمع إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أحد الاجتماعات (أ.ب)

ويرى أن “المشكلة هو أنه عندما تخفق مقاربة رجل قوي، تجد إيران نفسها في الزاوية، وبعد ذلك يواجه معضلة لا يحبها، وهي شن الحرب أو التراجع”.

من جهته، يقول روبرت غوتام الباحث في جامعة جونز هوبكنز للدراسات الحكومية المتقدمة، إن “العيب في تفكير ترمب أبسط وأكثر عمقاً”.

اندبندنت

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button