قائد الحرس الثوري: إسقاط الطائرة الأميركية رسالة واضحة لواشنطن
بعد أسبوع على استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان الخميس الماضي، واتهام واشنطن طهران بالوقوف وراء الهجمات، أسقط الحرس الثوري الإيراني، مساء الأربعاء، طائرة مراقبة أميركية فوق مضيق هرمز.
فقد أعلن الحرس الثوري، صباح الخميس، إسقاط “طائرة تجسس مسيرة أميركية”، لدى اختراقها المجال الجوي لإيران.
وقال الحرس الثوري إن الطائرة المسيرة، وهي من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأميركية نوثروب غرونمان)، “تم إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري” في محافظة هرزمكان جنوب إيران، وفق التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية (ارنا).
رسالة واضحة لواشنطن
أكّد قائد الحرس الثوري حسين سلامي أن إسقاط الطائرة التي دخلت المجال الجوي الإيراني يشكّل رسالة واضحة لواشنطن، مضيفاً “حدودنا خط أحمر وسنرد بقوة على أي عدوان… إيران لا تسعى إلى حرب مع أي دولة لكننا على أتم استعداد للدفاع عن إيران”.
في المقابل، أكّدت القيادة المركزية الأميركية أن طائرة مراقبة أميركية، من طراز “أر كيو-4 إي غلوبال هوك” (RQ-4A Global Hawk)، أُسقطت بصاروخ أرض – جو إيراني، أثناء تحليقها في الأجواء الدولية وليس في الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على حسابه في “تويتر”، الخميس، إن الولايات المتحدة الأميركية تكذب بشأن إسقاط بلاده للطائرة المسيرة في المياه الدولية، مشيراً إلى أن طهران ستطرح الأمر على الأمم المتحدة.
وكتب ظريف “أميركا تشن إرهاباً اقتصادياً على إيران ونفذت عملاً سرياً ضدنا والآن تتعدى على أراضينا. لا نسعى إلى الحرب لكننا سندافع بحماس عن مجالنا الجوي وأراضينا ومياهنا الإقليمية. سنطرح هذا الاعتداء الجديد على الأمم المتحدة ونظهر أن الولايات المتحدة تكذب بشأن المياه الدولية”.
“إجراءات استفزازية”
قسم العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني أعلن بدوره، في بيان، إن طائرة “التجسّس” الأميركية أقلعت من جنوب الخليج العربي و”خلافاً لقوانين الملاحة الجوية أطفأت جميع معداتها التي تعرّف عنها وواصلت بسرية تامة مسارها آتية من مضيق هرمز نحو جابهار”. وأضاف البيان أن الطائرة اخترقت الأجواء الإيرانية عند عودتها نحو غرب المنطقة في نطاق مضيق هرمز، ما دفع قوات الدفاع الجوي الإيرانية إلى إسقاطها.
كذلك دانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة انتهاك طائرة مسيرة أميركية مجالها الجوي. وحذّر المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي من “عواقب مثل هذه الإجراءات غير القانونية والاستفزازية”، مؤكداً دخول الطائرة الأميركية المجال الجوي الإيراني.
هجوم خليج عمان
وكانت ناقلتا نفط، يابانية ونرويجية، تعرّضتا الخميس 13 يونيو لهجومين، بينما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً حوالى ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.
ووقع الهجومان بعد شهر على تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات “تخريبية”، ووجهت واشنطن آنذاك أصابع الاتهام إلى طهران التي نفت أي مسؤولية.
واشنطن سارعت هذه المرة أيضاً على لسان الرئيس دونالد ترمب إلى تحميل إيران مسؤولية الهجومين الأخيرين.
اندبندنت