الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: بقاء الأسد خطأ فادح
وتابع “إن كنت أعتبر منذ اليوم الأول أن عدونا الأول هو داعش ولم أجعل يوما من عزل بشار الأسد شرطاً مسبقاً لعملنا الديبلوماسي أو الإنساني في سوريا، فإنني في المقابل أعتقد أن مثل هذا السيناريو سيكون خطأ فادحاً”.
وقال: “من الذي تسبب بآلاف اللاجئين هؤلاء؟ من الذي ارتكب مجازر بحق شعبه؟ لا يعود لفرنسا ولا لأي دولة أخرى أن تعيّن قادة سوريا في المستقبل، لكن من واجبنا ومن مصلحتنا أن نتثبت من أن الشعب السوري سيكون فعلاً في وضع يسمح له بذلك”.
وحذّر ماكرون من أن “الوضع اليوم مقلق لأن النظام يهدد بالتسبب بأزمة إنسانية جديدة في منطقة إدلب ولا يبدي حتى الآن أي رغبة في التفاوض بشأن أي عملية انتقال سياسي”. وأضاف “هذا يفترض تشديد الضغط أكثر على النظام وحلفائه وأترقب الكثير بهذا الصدد من روسيا وتركيا على ضوء دورهما والتزاماتهما”.
وقال ماكرون “إننا أمام ساعة الحقيقة” في سوريا حيث “نقبل على ما أعتقد على آخر أشهر النزاع” المستمر منذ آذار/مارس 2011.
وسيشرف على هذه المرحلة الجديدة في سوريا من جانب فرنسا الممثل الشخصي الجديد للرئيس في سوريا فرنسوا سينيمو، الذي غادر للتو منصبه سفيراً في إيران. وكان أعلن عن تعيين هذا المسؤول السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية البالغ من العمر 61 عاما في حزيران/يونيو.
وأغلقت فرنسا عام 2012 سفارتها في دمشق احتجاجا على حملة القمع التي ينفذها النظام في هذا البلد، من غير أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية رسميا. وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو في حزيران/يونيو “إننا لا نعيد فتح سفارة في سوريا”.
وأوضح ماكرون أنه سيعلن “خلال الأسابيع المقبلة” عن “مبادرات ملموسة” لتشجيع “الاستقرار” في الشرق الأوسط، مشددا على أنه “لا يمكن بناؤه إلا في ظل النهج التعددي”.
وتابع “هذه المعركة الأوروبية ما زالت في بداياتها، ستكون طويلة، ستكون صعبة، وستكون في صلب عمل فرنسا طوال ولايتي (…) لأننا وسط أزمة أوروبية”.
وفي مواجهة هذه المعوقات، إستعاد ماكرون المبادرة عشية زيارة للدنمارك وفنلندا تستمر ثلاثة أيام، وسوف يطرح مبادرات جديدة من أجل أن تملك أوروبا استقلالية دفاعية لأنه “لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة حصرا في أمنها. يعود لنا نحن أن نضمن الأمن الأوروبي” مبديا تأييده لإجراء محادثات مع روسيا بهذا الصدد.
وقال “لا أظن أن الصين والولايات المتحدة تعتقدان أن أوروبا لها استقلالية مماثلة لاستقلاليتهما. إذا لم نتمكن من بناء ذلك، فإننا نستعد لأيام قاتمة”.
وتطرق إلى الخلافات بين الدول الـ27 ولا سيما الخلاف حول الهجرة، فشدد على أن الطريقة الوحيدة لضبط تدفق المهاجرين هو اعتماد سياسة أوروبية منسقة، وانتقد إيطاليا والمجر معتبرا أنهما دولتان “انتهازيتان” تأخذان المساعدات من أوروبا وترفضان ضوابطها.
وقال موجها كلامه إلى الحكومة الإيطالية “ما يحصل في إيطاليا أنتجناه سياسيا بقلة تضامننا (…) هل هذا يبرر الخطاب المعادي للأجانب والاستسهال؟ لا أعتقد ذلك، بل أعتقد أن هؤلاء المعادين للأجانب أنفسهم لا يقدمون أي حل للآفة التي ينددون بها”.