قطر تتمادى بالتقرّب من إيران على حساب عمقها الخليجي
تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني حسن روحاني والذي أكد فيه رغبة الدوحة بتوسيع العلاقات مع طهران على كافة المستويات حيث لا تزال الدوحة تختار بطواعية أن تكرس عزلتها خارج البيت الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام.
يأتي هذا الاتصال بين الطرفين في مرحلة حساسة شهدت فيها تطورا على صعيد المواقف الخليجية والعربية تجاه التجاوزات الإيرانية الأخيرة التي حشرت إيران في الزاوية وفضحت أجنداتها وأدوارها التخريبية التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة.
وجاءت المواقف العربية انسجاما مع مخرجات القمتان الخليجية والعربية الطارئتان اللتان عقدتا في مكة المكرمة منذ أيام بشأن تجاوزات إيران وطالبتا بتدعيم القدرات لردع طهران، وكان البيان الختامي الصادر عن القمة العربية قد أكد على تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التجاوزات الإيرانية.
وكانت الدوحة قد أعلنت بشكل مفاجئ تحفظها بشأن بيانات قمم مكة المكرمة، بدعوى أنه لم تتم استشارتها في الصياغة “التصعيدية” ضد إيران، وحثت على الاستجابة لمبادرة إيران في “عدم الاعتداء”.
ويتساءل مراقبون عن العلاقة التي تجعل أمير قطر يناقش سياسة دول مجلس التعاون الخليجي مع النظام الإيراني المعروف بعمله الدؤوب لنشر الفوضى والتخريب في دول المنطقة عبر ميليشياته وأذرعه المنتشرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وأعاد وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأحد، تأكيد المبررات التي بنت عليها دول المقاطعة موقفها من علاقات خارجية للدوحة على حساب الأمن القومي لدول مجلس التعاون، أي وضع العلاقة مع إيران قبل مصالح مجلس التعاون ودوله.
وأعلن وزير الخارجية القطري، الأحد، أنّ بلاده تحفّظت على بياني القمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا في مكة المكرمة لأنّهما أُعدّتا مسبقا و”لم يتم التشاور حولهما”.
وتكمل الأزمة الخليجية عامين على اندلاعها في 5 يونيو 2017 وتم فيه فرض مقاطعة سياسية واقتصادية على الدوحة.
وفي ذلك التاريخ قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها إجراءات عقابية لتورطها بالدلائل في دعم الإرهاب وتمويل مجموعاته التخريبية في المنطقة على أكثر من صعيد.
صحيفة العرب