خبراء: التصعيد الإيراني هو افتعال أزمات خارجية لتغطية الفشل على الصعيدين السياسي والاقتصادي
قال سياسيون وخبراء عرب في الشأن الآسيوي إن التصعيد الإيراني ضد الولايات المتحدة عبر تصريحات قادتها الأخيرة هو محاولة لافتعال أزمات خارجية، لمواجهة انقسامات في جبهتها الداخلية، وتأزم نظام الملالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وحذر الخبراء، في الوقت ذاته، من إشعال النظام الإيراني بؤر توتر في دول المنطقة، وتصاعد الأنشطة التخريبية بها لإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، من أجل تشتيت الانتباه الأمريكي وتأخير توجيه ضربة عسكرية لها.
وأرسلت واشنطن في الفترة الأخيرة المزيد من القوات العسكرية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت.
وفي تعقيبه على التصعيد الإيراني، قال الدكتور أحمد قنديل الخبير في الشأن الآسيوي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ”العين الإخبارية”، إنه في علم العلاقات الدولية كلما كان النظام مأزوما داخليا على المستوى السياسي أو الاقتصادي فإنه يميل إلى افتعال أزمة خارجية لحشد الرأي العام خلفه، وهو ما ينطبق تماما على نظام طهران.
وأردف “الاقتصاد الإيراني في وضع حرج جدا، وهناك انقسامات شديدة في الجبهة الداخلية”.
وأعرب عن خشيته من أن الأزمة الحالية مع أمريكا ربما تصب في صالح النظام، لأنها ستدعم أسهمه الداخلية، وهو ما أرجعه إلى أنه في حال حدوث مواجهة عسكرية فإنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ومن ثم الجناح المعتدل الذي يرغب في علاقات طبيعية سيكون موقفه ضعيفا لحساب الجناح المتشدد الذي سيزيد في تطرفه.
وتوقع أنه مع زيادة الضغط الأمريكي، خاصة القرار الأخير بسحب الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق، فإن إيران ستعمل على إشعال بؤر التوتر في المنطقة، وداخل الدول التي تتمتع بنفوذ واسع لها، وهي دول سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وربما في لبنان.
وأمرت واشنطن موظفي الحكومة غير الأساسيين في العراق بالرحيل، الأربعاء، بعد أن عبرت الولايات المتحدة مرارا عن قلقها من خطر تمثله قوات تدعمها إيران.
أنشطة تخريبية
ولم يستبعد قنديل ضمن تحليله للموقف الإيراني أن تقوم المليشيات التي تدعمها إيران في المنطقة بأنشطة تخريبية، من أجل تحقيق هددفين؛ الأول رسالة تهديد للعالم بأن المنطقة ستكون مقبلة على حالة عدم الاستقرار والفوضى ستؤثر بدروها على الاقتصاد العالمي، والثاني بأن ساحة المعركة لن تكون إيران فقط بل الساحة ستتسع لمحاولة توريط أمريكا في مستنقع جديد، كما حدث من قبل لقواتها في العراق وأفغانستان.
وأوضح قنديل “ستعمل طهران على تشتيت انتباه واشنطن، لتأخير ضربة عسكرية محتملة ضدها، خاصة أنها تعلم جيدا أنها لا تملك أوراقا عديدة في حال المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة، وتدرك أن أي صدام مباشر ليس في صالحها”، لافتا إلى أن مليشيات تابعة لإيران تورطت في الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
من جهته، قال أحمد الركبان المحلل السياسي السعودي لـ”العين الإخبارية” إن إيران لديها عملاء ومخالب إرهابية داخل عدد من دول المنطقة، وستسعى إلى إشاعة الفوضى، واستهداف المصالح الأوربية والأمريكية.
وأضاف “أثبتت إيران أنها لا يمكن الوثوق بها، ولا تحترم الدول المسالمة، ويجب الحزم والحسم ضدها، فهي دولة إرهابية يقوم نظامها العنصري على إشاعة الفوضى في الخليج وزعزعة استقرار دول المنطقة”.
ولفت إلى ضرورة تعاون “شرفاء العالم” لكبح جماح إيران وردعها.