روسيا “تدفئ” العلاقات بين إسرائيل وسوريا بـ “الصفقة السرية”
مع استمرار تصدر العلاقات الروسية الإسرائيلية أجندة المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل، في أعقاب استعادة رفات زخاريا باومل، الجندي الذي فُقد منذ معركة السلطان يعقوب في لبنان مقابل الإفراج عن أسرى سوريين، تم الكشف عن طفرة في العلاقات بين دمشق وموسكو وتل أبيب. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن انقلاب في قواعد اللعب الإسرائيلية تجاه سوريا ورئيس نظامها بشار الأسد. فقد نجحت روسيا في تكريس موقف إسرائيلي يتقبل واقع بقاء الأسد في الحكم، وتزويد العلاقات الإسرائيلية السورية بشيء من الدفء. واتخذت إسرائيل هذا المسار بأمل أن تبتعد إيران ليس عن حدودها مع سوريا فحسب، بل أن تبتعد عن التأثير في النظام في دمشق أيضاً.
ونقل الموقع الإخباري الإسرائيلي “المونيتور” عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الروس فحصوا العديد من القبور السورية بموجب معلومات استخبارية إسرائيلية، وأحضروا جثثاً إلى إسرائيل ثلاث مرات. وفي المحاولة الأخيرة، توافقت الرفات مع باومل، فيما أعيدت بقية الجثث إلى المقابر السورية. لكن الجهود الروسية استمرت لاستعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين الآخرين المفقودين في السلطان يعقوب، لتكون تلك المرحلة الثالثة بعد استعادة الجثة وتحرير الأسيرين خميس أحمد وزيدان طويل.
ووفق الموقع الإسرائيلي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد صفقة سرية مع الأسد بوساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكر الموقع: “يتضح من بين السطور حقيقة مفاجئة، وهي أنه بعدما اعتبر مسؤولون إسرائيليون كبار الرئيس السوري، في السنوات الماضية، كمن أنهى دوره التاريخي وفقد شرعيته الدولية، يتضح أن إسرائيل قررت تجاوز ذلك والتعايش مع عودته الكاملة، بل وتدير معه منظومة علاقات سرية بوساطة روسية، تتضمن بوادر حسنة وخطوات لبناء الثقة”.
تسخين العلاقات
نقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية أن روسيا سعت إلى “خلق عملية تسخين للعلاقات بين إسرائيل وسوريا، ورغبت في تعميق الالتزام الإسرائيلي تجاهها، من دون جباية ثمن صريح”. وتضيف هذه المصادر أن “إطلاق سراح الأسيرين خميس وطويل كان الجزء الثاني من صفقة سرية عقدها نتنياهو مع الأسد، بوساطة الرئيس الروسي، تم بموجبها في المرحلة الأولى نقل رفات الجندي زخاريا باومل إلى إسرائيل عشية الانتخابات، الأمر الذي يتيح لنتنياهو تحقيق مكاسب. وبعد وصول الرفات إلى البلاد، توجه إلى موسكو وشارك في حفل مثير نظمه بوتين، قدم فيه الأخير أغراض باومل إلى نتنياهو، وجعله بذلك في موقع من يسارع زعماء الدول العظمى لخدمته في كل الأوقات، بل ويحللون خفايا قضايا جنود مفقودين منذ عشرات السنوات”.
ووفق المصادر الإسرائيلية، فإن “منتقدي نتنياهو يدّعون اليوم أنه كان هناك التزام إسرائيلي أخفي عن الجمهور حتى لا يتسبب بأضرار انتخابية قبل الانتخابات في وسط جمهور اليمين، الذي لا يتحمس لإطلاق سراح أسرى أمنيين”.
وفي سياق ما اعتبره تغيير قواعد اللعب الإسرائيلية تجاه سوريا، أضاف الموقع الإسرائيلي: “على الرغم من أن إسرائيل تواصل قصف أهداف إيرانية في سوريا، يتضح أنه لا يوجد لديها صراع مباشر مع الرئيس نفسه، إنما العكس. إذ إن مسؤولين إسرائيليين كثيرين أوضحوا في السنتين الماضيتين أن الأسد يدرك أن لديه ما يخسره من الوجود الإيراني في بلاده، الذي يوافق عليه مرغماً، بينما تجبي إسرائيل منه ثمناً لا يُسرّ لدفعه”.
ونقل موقع “المونيتور” عن أمني إسرائيلي سابق قوله: “تبين لنا أن الدبابة الإسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها في معركة السلطان يعقوب موجودة لدى الروس. طلبنا استعادتها، وفوجئنا برغبة روسيا بالاستجابة لهذا الطلب من دون مقابل”. وتم إحضار الدبابة إلى إسرائيل، وعندها أدرك الجيش الإسرائيلي أن موسكو “جاهزة لصفقات أخرى”. عندها، تقرر محاولة “تجنيد” الروس في الجهود التي تبذل للبحث عن الجنود المفقودين.
المصدر : اندبندنت