واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاعات جديدة من الاقتصاد الإيراني
تزامناً مع تقارير “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي” التي تحدّثت عن انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% وتقلص الناتج المحلي بنسبة 3.8% بعد عام على إعادة فرض العقوبات الأميركية، وانطلاقاً من خطاب الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصرالله، الذي تطرّق فيه إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصنيف “الحرس الثوري الإيراني” منظمة إرهابية، حذّرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية من “اتجاه “حزب الله” وحلفائه إلى رفع منسوب العنف في المنطقة”.
وفي تقريرها، انطلقت الصحيفة من كلام نصرالله الذي قال: “في الوقت المناسب وعندما يحتاج الإجراء إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب قطعاً وحتماً”، ناقلةً عن محلل لبناني، فضّل عدم الكشف عن هويته، توقعه أن “تشهد المنطقة شكلاً من أشكال العنف”. وألمح المحلل إلى إمكانية تنفيذ “مجموعات تعمل (لدى إيران) بالوكالة اعتداءات على مصالح أميركية في المنطقة. وعلى الرغم من أنّ “حزب الله” لن يتبنى هذه الاعتداءات، سيكون من الواضح جداً أنّه وراءها”.
كما نقلت الصحيفة عن محللين ترجيحهم أن يضعف الوجود الإيراني في العراق وسوريا ولبنان بشكل ملحوظ من دون أن ينحسر كلياً، وذلك خوفاً من حصول ضربات إسرائيلية جوية، على حدّ قولها. وبدوره، توقع الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية السورية، عبدالله الموسى، أن يضعف الحرس الثوري الإيراني، الذي تتوزع عناصره على المنشآت الحيوية السورية وتنخرط في الصفوف العسكرية السورية، وأن ينحسر تأثيره، في ظل المساعي الرامية إلى تجفيف مصادر تمويله الخارجية. من جانبه، توقع المحلل العسكري، أحمد رحّال، أن يتأثّر “حزب الله” خلال أشهر، بحيث يوضع سقف على النفقات التي تخصصها طهران له.
على مستوى أزمة الوقود التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، ألمح رحّال إلى أنّها ستشتد هذا العام، مفترضاً إمكانية عمل الشركات السورية التي تتعامل مع الحرس الثوري أو إيران إلى تحجيم عملياتها خشية من العقوبات الأميركية.
وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن بلاده عازمة على “تصفير” صادرات النفط الإيراني بأسرع ما يمكن من جهة، والذي قال فيه المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، إنّ “العقوبات على إيران حرمتها من إيرادات بنحو 10 مليارات دولار منذ 2017” من جهة ثانية، كشفت الصحيفة أنّ الرابح الأكبر من العقوبات الأميركية على الحرس الثوري ستكون روسيا.
ونقلت الصحيفة عن الموسى قوله: “ستبسط روسيا سيطرتها بسلاسة، مستغلةً الاقتصاد الإيراني المحاصر. كما ستتمكن روسيا من الاستثمار بشكل أكبر إلى جانب حلفائها المحليين لتعزيز موقعها في سوريا”؛ علماً أنّ المنافسة على السيطرة على المرافق السورية اشتدت مؤخراً بين روسيا وإيران، حيث بدأت طهران محادثات مع دمشق لنقل ميناء الحاويات في اللاذقية (اعتبرته صحيفة “التايمز” البريطانية بوابة دخول لمنطقة الشرق الأوسط) التي تبعد 150 ميلاً شمال غربي دمشق إلى الإدارة الإيرانية، ابتداءً من تشرين الأول المقبل.
إلى ذلك، تناولت الصحيفة الدعم الذي توفره روسيا وإيران لبعض المجموعات المسلحة المحلية، محذرةً من أنّ ضعف طهران سيؤثر على عملياتها العسكرية الميدانية، و”ربما سيرجح كفة “قوات النمر” المدعومة روسياً”، والتي يقودها العميد سهيل الحسن.
وفي هذا الإطار، علّق رحّال: “ستتمكّن “قوات النمر” من فرض الشروط التي من شأنها أن تعزز شعبية روسيا بين السوريين (…)”. في المقابل، شدّد المحلل فيليب سميث على أهمية التحالف الروسي-الإيراني، مشيراً إلى أنّ موسكو ما زالت بحاجة إلى المقاتلين المدعومين إيرانياً لتأمين مكاسبها في سوريا.
ما جديد العقوبات على إيران؟
قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنّ واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاعات جديدة من الاقتصاد الإيراني في أيار.
وأدت العقوبات الأميركية إلى خفض صادرات إيران من النفط إلى النصف تقريباً أي إلى حوالى مليون برميل يومياً. وبينما تدرس واشنطن السماح ببعض الاستثناءات لبعض الدول لشراء النفط الإيراني بشكل محدود جداً بعد انتهاء مهلة الإعفاءات (أعفى ترامب كلاً من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان)، ذكرت وكالة “رويترز” أن المصافي اليابانية والهندية قد أوقفت بالفعل شراء النفط الإيراني في انتظار قرار بشأن الإعفاءات. وتتوقع بعض التقارير أن تسمح واشنطن في قرارها الجديد لخمس دول باستيراد 850 ألف برميل فقط من النفط الإيراني. ويفيد تقرير “البنك الدولي” الجديد بأن الاقتصاد الإيراني سينكمش بشكل أكبر خلال عام 2019 بين جميع دول المنطقة.
The National – العربية – الشرق الأوسط