بومبيو من الكويت إلى إسرائيل فلبنان… لمواجهة “العدوان الإيراني في المنطقة”
يواصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولته الشرق أوسطية التي قادته إلى الكويت مروراً بإسرائيل على أن يصل مساء اليوم الخميس 21 مارس (آذار) إلى لبنان. وشكل الملف الإيراني و”حزب الله” والتهديدات الإرهابية محاور رئيسة في لقاءات بومبيو في كل من الكويت وتل ابيب.
ففي بيان مشترك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي الأربعاء في القدس وحدة بلديهما بمواجهة “التحركات العدوانية” الإيرانية في الشرق الأوسط، وقال نتانياهو في بيان مشترك إن الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية على إيران تؤتي ثمارها، مضيفاً “يجب ان يكون هناك المزيد منها كما ينبغي أن نوسعها، الولايات المتحدة وإسرائيل تتعاونان في إطار من التنسيق الوثيق لدحر العدوان الايراني في المنطقة والعالم”.
حزب الله والجولان السوري
وجدد نتانياهو خلال لقائه بومبيو قبل زيارة سيقوم بها إلى الولايات المتحدة حيث سيلتقي الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل، التأكيد أن بلاده ستواصل التحرك ضد إيران وخصوصاً في سوريا إذ “لا توجد قيود على حرية تحركاتنا”. واعاد نتانياهو التأكيد لبومبيو أن حزب الله كان يحاول تشكيل شبكة عسكرية سرية في الجولان السوري بالقرب من الأراضي الخاضعة لسيطرة اسرائيل.
لكن بومبيو التزم الصمت أمام الصحافة بشأن اعتراف محتمل من جانب إدارة ترامب بسيادة إسرائيل على الجزء الذي تحتله.
“التزام لا مثيل له”
وأكد وزير الخارجية الأميركي “التزاماً لا مثيل له” من الولايات المتحدة بضمان أمن حليفها إزاء تهديد النظام الإيراني الذي كما قال “يسعى إلى تدمير وإبادة إسرائيل بشكل مطلق”، وأشار الى ضرورة وقف “عملية التدمير الإقليمي” التي ترتكبها إيران، وتابع مخاطباً نتانياهو أن “هذا التهديد يمثل واقعاً يومياً في حياة الإسرائيليين، ونتمسك بالتزامنا الذي لا مثيل له بأمن إسرائيل، ونؤيد حقك في الدفاع عن نفسك”.
وإذا كان اقتراب الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في التاسع من أبريل (نيسان) لا علاقة له بتوقيت الزيارة الأميركية، الا ان نتنياهو الذي يخوض حملة غير مؤكدة للبقاء في السلطة، استغل المناسبة للإشادة بأقرب حلفائه. ومع انتخابات التاسع من أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس وأحد كبار مساعديه جاريد كوشنر على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الابيض.
معاداة السامية
وقال بومبيو “يجب أن يرغبوا بالحديث إلينا، ستكون هذه بداية جيدة”، في إشارة إلى الفلسطينيين مع رفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أي تعامل مع الإدارة الأميركية التي لم تعد، برأيها، وسيطاً محايداً. ومساء الاربعاء، وجه بومبيو من القدس انتقادات إلى الديمقراطيين حول معاداة السامية، وقال مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي “يجب على جميع الدول، خصوصاً في الغرب التصدي للموجة المظلمة من معاداة السامية التي تتصاعد في أوروبا والولايات المتحدة”. أضاف “لسوء الحظ، سمعنا في الولايات المتحدة تصريحات معادية للسامية حتى في الشوارع الكبيرة لعاصمتنا” في تلميح واضح للنقاش العاصف داخل الحزب الديمقراطي.
“الولاء لبلد أجنبي”
وكانت النائبة إلهان عمر اتهمت اواخر فبراير (شباط) بعض الجماعات بممارسة ضغوط من اجل اعلان “الولاء لبلد أجنبي”، في إشارة إلى منظمة آيباك.
ومن المقرر أن يتحدث نتانياهو وبومبيو في واشنطن الأسبوع المقبل امام الحشد السنوي الكبير لهذا اللوبي الواسع النفوذ المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وارتفعت أصوات كثيرة للتنديد بتصريحاتها ما دفعها الى الاعتذار، ووافق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على قرار يدين “خطاب الكراهية”. وايدت عمر النص الذي “يدين معاداة السامية” و”التمييز ضد المسلمين، وأي أقلية”، لكن الرئيس دونالد ترامب انتهز الجدل ليتهم الحزب الديمقراطي بأنه أصبح “معاديا لليهود” و”معاديا لإسرائيل”.
“تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”
وكان وزير الخارجية الأميركي زار الكويت مؤكداً في محادثاته بمناسبة “الحوار الاستراتيجي” مع الحكومة الكويتية، على ضرورة تشكيل “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” أو “الناتو العربي” لجمع الحلفاء العرب ضد إيران. ودعا الوزير الأميركي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح إلى انهاء الازمة بين قطر والدول التي تقاطعها، وقال إن النزاع “ليس من مصلحة المنطقة وليس في مصلحة العالم” مضيفاً “لدينا جميعا التهديدات نفسها” من الإرهابيين في تنظيمي داعش والقاعدة وحتى “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ومن المتوقع أن يصل بومبيو مساء اليوم الخميس إلى لبنان، حيث سيجري محادثات مع القادة اللبنانيين تحضر فيها بقوة ملفات مواجهة إيران وحزب الله فضلاً عن الدعم الأميركي للبنان وخصوصاً المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.