هآرتس: هكذا ساهم نتنياهو في حماية الأسد من السقوط
قالت صحيفة “هآرتس” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مشككاً في البداية من كل التقييمات الاستخباراتية التي كانت تتنبأ بسقوط وشيك لنظام الأسد.
وبحسب الصحيفة، ساور نتنياهو قلق من المرحلة المقبلة في حال تمت إزاحة الأسد عن السلطة. ولم يكن نتنياهو متحمساً لموجة “الربيع العربي”، حيث جادل بأن الربيع العربي سيأتي بما أسماه بـ “شتاء إسلامي”.
وحث نتنياهو الرئيس الأمريكي آنذاك “باراك أوباما”، وغيره من القادة الغربيين على التمسك بحسني مبارك، وجادل بأن الفراغ الذي يمكن أن يحدثه الربيع العربي، سيأتي بإيران والتنظيمات المتشددة كـ “تنظيم القاعدة” إلى المنطقة.
كما عمل على منع تسليح “الجيش السوري الحر” منذ البدايات، وأي مجموعات أخرى تقاتل النظام، وذلك وفق ما كشفت عنه الصحيفة.
وقالت هآرتس، إن نتنياهو كان ضد تسليح الثوار بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، خشية من أن تسقط في إيدي “الجماعات المتشددة” أو أن تستخدم ضد الطائرات الإسرائيلية والغربية، وكان مصمصاً على منع ذلك، مما دفعه على وضع الموضوع على قائمة أعماله خلال زيارته إلى لندن في نيسان 2013.
تحديد الأهداف في سوريا
وبحسب الصحيفة، رسم نتنياهو خارطة للتدخل الإسرائيلي، تستهدف قوافل “حزب الله” ومستودعاته ومراكز البحوث العلمية التي ترتبط مباشرة بتزويد “حزب الله” بالأسلحة المتقدمة، وكافة الجهود الإيرانية الرامية لتأسيس تواجد لها بالقرب من الجولان.
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو كان مستعداً للانخراط ضد الأهداف التي وضعها في سوريا أكثر بكثير مما كان يعتقد الكثير من جنرالاته.
وفي كانون الثاني 2015، استهدفت إسرائيل مجموعة كبيرة من ضباط “حزب الله” والإيرانيين، وقتلت آخرين في سوريا منهم “جهاد مغنية” و”محمد عيسى”، وجنرال من “فيلق الحرس الثوري” الإيراني، حيث اعتقد جنرالات الجيش، أن إسرائيل على “مقربة من اندلاع الحرب”.
وعلم نتنياهو منذ البداية، أن نية الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لم تكن التحالف مع إيران في سوريا، بل ضمان بقاء وكيله “الأسد”، ودعمه للسيطرة على البلاد.
هذا مكّن إسرائيل من مواصلة الهجمات ضد الأهداف الإيرانية، بما في ذلك أهدافاً تقع في العاصمة دمشق تقع تحت مظلة الدفاع الجوي الروسي.
ضمان بقاء الأسد
وعن الضربات الإسرائيلية في سوريا، قال مصدر روسي مطلع للصحيفة: “يعرف بوتين أن إسرائيل هي القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على تدمير خطته ببقاء الأسد في السلطة.. ولذلك لن يخاطر بتهديد إنجازاته في سوريا بهدف حماية إيران”.
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو توصل لتفاهم مع بوتين بمنح إسرائيل حرية التصرف ضد إيران و”حزب الله” في سوريا، شريطة عدم إلحاق الضرر بعملية بقاء “الأسد” وعدم استهداف قواته والرد عليها حتى في حال استهدفته، مثل عملية إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات التي تستهدف الطيران الإسرائيلي.
وتجاهل نتنياهو الانتقادات التي وجهت له ضمن المستويات العليا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث دعاه البعض إلى إسقاط الطائرات التي تستهدف المدنيين السوريين بالبراميل المتفجرة وغاز الكلور.
ودعا عاموس يادلين، قائد الاستخبارات العسكرية السابق، علناً إلى قيام إسرائيل بضرب طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام على أساس “اتخاذ موقف أخلاقي ضد القتلة”؛ بينما أصر نتنياهو على أن المصلحة الإسرائيلية هي التمسك بالصفقة التي عقدها مع الروس وعدم التدخل بأي شكل ضد نظام الأسد.