شيعة العراق يرفعون الصوت ضد النفوذ الايراني: لحصر السلاح بيد الدولة
في مقابل الاتفاقات التجارية العديدة التي وقّعتها ايران والعراق خلال زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني بغداد، وشملت قطاعات النفط والصحة وخط للسكك الحديدية يربط مدينة البصرة العراقية الجنوبية النفطية بمدينة إيرانية حدودية، والتي تريدها طهران لتخفيف الخناق الاقتصادي القوي الذي يطوّق عنقها بسبب العقوبات الاميركية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، وفي وجه الزيارة بحدّ ذاتها التي أرادت منها “الجمهورية الاسلامية” إبلاغ من يعنيهم الامر انها لا تزال صاحبة النفوذ الاقوى على الساحة العراقية، أتى الموقف العالي السقف الذي أطلقه المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني، امام روحاني.
فالرجل الذي يبلغ من العمر 88 عاما والذي نادرا ما يدلي برأيه في الشؤون السياسية رغم تمتّعه بنفوذ واسع على الرأي العام العراقي، قال لضيفه ان “السيادة العراقية يجب أن تُحترم، وأن تبقى الأسلحة في يد الدولة”، غامزا من قناة الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران والآخذ نفوذها بالتزايد، وعلى رأسها الحشد الشعبي العراقي.
وخلال الاجتماع الذي عقد الأربعاء، وهو الأول من نوعه بين رئيس إيراني والسيستاني، رحب الاخير وفق بيان صادر عن مكتبه “بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، بحسب وكالة “رويترز”، مضيفا “أهم التحديات التي يواجهها العراق هي مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية”.
وبحسب المصادر، فإن موقف السيستاني “السيادي” الذي يشكّل “ضربة” لاهداف زيارة روحاني وأبعادها و”جوهرها”، يعبّر عن “نفس” شيعي عراقي آخذ في التوسع في البلاد، ظهر في الانتخابات العراقية الاخيرة وفي التظاهرات التي شهدتها البصرة، يرفض استمرار الهيمنة “الايرانية” على الثروات العراقية من جهة، وتدخلات طهران في اللعبة السياسية العراقية من جهة ثانية، أكان عبر حلفاء لها في الحكم، أو من خلال الذراع المسلّح الذي تملكه وتدعمه وتموّله في “بلاد الرافدين” وهو “الحشد الشعبي”. ومن هنا، يشدد على ضرورة تجريد الاخير من السلاح، وحصره بيد القوى العراقية الشرعية فقط.
غير ان مواقف ايران لا تدل الى توجّه لديها نحو تسهيل هذه المهمة والتجاوب فعليا مع مطالب السيستاني وسواه من القيادات العراقية الشيعية وغير الشيعية، لناحية الانكفاء عن العراق. فعشية زيارته السيستاني، اعتبر روحاني ان الحشد الشعبي ستكون له مكانة “مهمة للغاية” في استقرار العراق. وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن “الرئيس الايراني أشاد خلال لقاء رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، بتضحيات الحشد الشعبي في مهمة محاربة الارهاب وارساء الامن والاستقرار في العراق”.
ونقلت الوكالة عن روحاني قوله، إن “محاربة الارهابيين في العراق تحققت بتضحيات الشعب العراقي حيث كان هذا الامر مدعاة فخر للمسلمين والعالم الاسلامي”. واضاف “فتاوى كبار العلماء في العراق وايران امر عظيم في مهمة محاربة الارهاب وخدمة لمصالح شعوب المنطقة”، مبينا ان “الحشد الشعبي كانت وستكون له مكانة مهمة للغاية في ثقافة وتعزيز الوحدة الوطنية العراقية”، وتدعو المصادر الى ترقب تداعيات زيارة روحاني شكلا ومضمونا، وكيفية رد خصوم ايران العراقيين والاقليميين والدوليين، على ما حملته من اتفاقات ومواقف. والارجح الا يسكتوا عن مسار تعزيز الحضور الايراني في بغداد على حساب الحضور العراقي – العربي – الغربي…
المصدر: المركزية