من بروكسل إلى واشنطن.. حصار دولي لـ خامنئي ودعوات للاعتراف بالمقاومة

في الوقت الذي يواجه فيه “خامنئي المتعطش للدماء” تحديات داخلية وإقليمية متفاقمة، ويتمسك بحبل المشنقة كملاذ أخير رعباً من الانتفاضة القادمة؛ اهتزت أركان حكمه إثر حدثين مفصليين في معاقل القرار الغربي: البرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ الأمريكي. الحدثان وجها رسالة واضحة بأن زمن المهادنة قد ولى، وأن العالم بدأ يستمع لصوت البديل الديمقراطي.
البرلمان الأوروبي.. إجماع على فشل “الحلول الوهمية”
يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، وتزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تحول البرلمان الأوروبي في بروكسل إلى منصة دولية لمحاكمة النظام، مستضيفاً مؤتمرين متتاليين تحت شعار “في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تضامناً مع شعب إيران من أجل السلام والأمن العالمي”.
تميز المؤتمر بحضور نوعي رفيع المستوى، تقدمته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، إلى جانب رؤساء وزراء سابقين وشخصيات أوروبية ثقيلة الوزن، منهم: ماتيو رينزي (رئيس وزراء إيطاليا الأسبق)، غي فيرهوفشتات (رئيس وزراء بلجيكا الأسبق)، ريشارد تشارنيسكي (وزير الشؤون الأوروبية البولندي الأسبق)، ونخبة من النواب الأوروبيين.

رجوي: الحلول المصطنعة احترقت
في كلمتها، ربطت السيدة رجوي بين الضعف الاستراتيجي للنظام (سقوط بشار الأسد وتهاوي حزب الله) وبين الحل الداخلي، قائلة:
“إن التطورات في الأشهر الستة الماضية جعلت خيار إسقاط النظام أمراً لا يقبل الشك، وكشفت زيف المسارات الكاذبة. لم يعد هناك مكان لمسرحية ’البدائل المصطنعة‘. أولئك الذين راهنوا على التدخل الأجنبي خسروا رهانهم الوهمي، ومن كانوا يذرون الرماد في العيون بانتظار تغيير من داخل النظام افتضح أمرهم. أما تجار الدبلوماسية الذين وصفوا ’المهادنة‘ كعلاج، فقد فشلوا فشلاً ذريعاً”.
ثانياً: مجلس الشيوخ الأمريكي.. “لا نريد مالاً ولا سلاحاً”
استمر الزخم السياسي يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 في واشنطن، حيث عقد مجلس الشيوخ الأمريكي مؤتمراً بعنوان “دعم نضال الشعب الإيراني من أجل جمهورية حرة وديمقراطية”.
شارك في المؤتمر أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ من الحزبين، منهم: جون كورنين، جين شاهين، روبن غاليغو، وكوري بوكر، بالإضافة إلى السيناتور السابق روي بلانت، ومستشار الأمن القومي الأسبق الجنرال جيمس جونز.

رسالة رجوي إلى واشنطن
في رسالتها إلى المؤتمر، حددت السيدة مريم رجوي معادلة التغيير بوضوح:
“التغيير الذي ننشده يتحقق عبر انتفاضة منظمة تقودها ’وحدات المقاومة‘. ولهذا السبب، نحن لا نطلب من أي حكومة أجنبية مالاً ولا سلاحاً. مطلبنا الوحيد هو أن يعترف المجتمع الدولي بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام”.
وأكدت أن الرهان هو على حركة منظمة تتمثل في “منظمة مجاهدي خلق” بآلاف الكوادر المجربة، و”المجلس الوطني للمقاومة” كبديل ديمقراطي.
وطالبت السيدة رجوي بـ:
- حزم عالمي ضد الابتزاز النووي والإرهاب.
- منع بيع النفط الذي يذهب نصف عائداته للحرس الثوري.
- طرد عملاء النظام من الدول الغربية والاعتراف الرسمي بمعركة الشباب الإيراني ضد الحرس الثوري.
النظام في الكماشة
أجمع المتحدثون في بروكسل وواشنطن على ضرورة فرض عقوبات نفطية شاملة ودعم البديل الديمقراطي. يأتي هذان الحدثان التاريخيان ليضعا النظام الإيراني بين فكي كماشة: عزلة دولية خانقة من الخارج، وغليان شعبي متفجر من الداخل، في حين يقف خامنئي عاجزاً إلا عن سفك المزيد من الدماء التي لم تعد تخيف أحداً.




