نيوزماكس: هل ستكون واشنطن مستعدة للانتفاضة الإيرانية القادمة؟

شر موقع “نيوزماكس” مقالاً تحليلياً للبروفيسور إيفان ساشا شيهان، عميد كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة بالتيمور، يؤكد فيه أن الديكتاتورية الحاكمة في إيران تواجه أزمات داخلية غير مسبوقة وشعباً مصمماً على استعادة مستقبله. وشدد المقال على أن انتفاضة جديدة “ليست مسألة ‘إذا’ بل مسألة ‘متى’”، وأن على واشنطن أن تكون مستعدة لدعم البديل الديمقراطي المنظم.
الانتفاضة حتمية والنظام في حالة ذعر
يوضح شيهان أن انتفاضة 2022 لم تكن حدثاً معزولاً، بل كانت جزءاً من سلسلة انتفاضات وطنية بدأت في 2018 واستمرت في 2019، وكل واحدة منها كانت “أوسع وأكثر تصميماً” من سابقتها. ويشير إلى أن “الاستياء في الشارع الإيراني عميق وواسع”.
ويرى الكاتب أن السلطات الإيرانية تدرك هذا الواقع، وردها هو “تكثيف القمع” وإصدار أحكام إعدام ذات دوافع سياسية ضد المواطنين العاديين، “حتى النساء وكبار السن”، لزرع الخوف. ويستشهد بالمثال الصارخ لـ زهراء طبري (67 عاماً)، التي حُكم عليها بالإعدام مؤخراً بزعم دعمها لـ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية . ويؤكد شيهان أن “هذه الأفعال لا تعكس القوة؛ بل تكشف ذعر النظام المتزايد”.

مؤتمر “إيران الحرة” والبديل الديمقراطي
يشير المقال إلى “مؤتمر إيران الحرة” الوطني الأول الذي سيعقد في واشنطن في 15 نوفمبر، حيث سيجتمع ممثلو الجاليات الإيرانية الأمريكية لإيصال رسالة واضحة: “وقت الانتقال الديمقراطي في إيران يقترب، ويجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة”.
يسلط المقال الضوء على “خارطة الطريق الديمقراطية” التي قدمتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة لـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية . ويصف خطة رجوي ذات النقاط العشر (جمهورية علمانية، انتخابات حرة، مساواة بين الجنسين، تفكيك برنامج الأسلحة النووية) بأنها “مخطط ليس فقط لتغيير النظام، ولكن للاستقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط”.
مصداقية المقاومة
يؤكد شيهان أن مصداقية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “متجذرة في عقود من التضحية”، بما في ذلك مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها ما يقدر بـ 30,000 سجين سياسي (معظمهم من أنصار مجاهدي خلق). واليوم، تواصل شبكة “وحدات المقاومة” التابعة لها “تعبئة العصيان المدني والحفاظ على أمل التغيير رغم المخاطر المميتة”.
يجادل الكاتب بأن هذا “ليس مجرد قضية حقوق إنسان – بل هو أولوية أمن قومي أساسية” للولايات المتحدة. ويشير إلى “المحور الاستبدادي الخطير” الذي يربط طهران وموسكو وبكين. فطائرات إيران المسيرة غذت حرب روسيا في أوكرانيا، وتهدد قدراتها الصاروخية والسيبرانية مصالح أمريكا وحلفائها، وشبكة وكلائها الإرهابيين (من حزب الله وحرس النظام الإيراني في سوريا والعراق إلى الحوثيين في اليمن) تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
ويخلص شيهان إلى أن “إضعاف الملالي الحاكمين ودعم بديل ديمقراطي قابل للتطبيق سيوجه ضربة قوية لتحالف إيران-روسيا-الصين”. ويدعو المسؤولين الأمريكيين إلى “الانتباه جيداً” لمؤتمر إيران الحرة، مؤكداً أن “التاريخ لن ينظر بعين العطف إلى أولئك الذين ترددوا”.





