بزشكيان: رمز العجز في هيكل السلطة الإيرانية ومحاولات النظام اليائسة لإيهام العالم بالاعتدال

بعد ثلاث سنوات من الانتفاضة الكبرى، فشل بزشكيان في تقديم أي حلول يؤكد مأزق نظام ولاية الفقيه، والمقاومة الإيرانية تدعو لمنع ظهوره في نيويورك كـ”ممثل مزيف للشعب”.
في الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة عام 2022 الكبرى المناهضة للديكتاتورية، تتجلى آثار ذلك الحراك الشعبي أكثر من أي وقت مضى، حيث تغلغلت في نسيج نظام ولاية الفقيه الهش. أحد أبرز هذه التجليات هو انكشاف العجز الكامل لهيكل السلطة وعدم جدوى أي مناورة سياسية يقوم بها الولي الفقيه. ولا ننسى أن صعود مسعود بزشكيان من انتخابات قاطعها الشعب بأغلبية ساحقة، كان في حد ذاته دليلاً على فشل استراتيجية خامنئي في تشكيل “حكومة شابة وحزب اللهية خالصة”، بل كان محاولة يائسة للتغطية على الإفلاس السياسي للنظام.
والآن، بعد ثلاث سنوات من الانتفاضة الشاملة وأكثر من عام على رئاسة بزشكيان – الذي جاء، على حد قوله، لدرء الخطر عن النظام – يبدو أن وضع “المنقذ” الذي يعالج الأزمات بالكلام فقط، قد وصل إلى طريق مسدود. إن محاولة تقديم بزشكيان للعالم، وخاصة عبر زيارة محتملة إلى نيويورك، كوجه معتدل أو حل للأزمة الإيرانية، هي مجرد وهم آخر يسعى نظام الملالي لتسويقه، بينما يتهاوى من الداخل.
اعترافات الفشل: رئيس بلا حلول
لخص المحلل الحكومي عباس عبدي هذا الواقع في مقال بصحيفة “عصر إيران” قائلًا: «بزشكيان يكتفي بسرد المشاكل ولا يملك حلولاً… لن تُحل أي من قضايا البلاد الهامة، بل ستزداد سوءًا». ثم يشير بعبارة بليغة إلى جذر الأزمة: «السكين في يد شخص، ومقبضها في يد شخص آخر».
هذه الحقيقة يعترف بها بزشكيان نفسه حين يقول: «طلبت من سماحة السيد [خامنئي] أن يأتي الموظفون في الساعة التاسعة ويغادروا في الواحدة ظهرًا، لأننا لا ننجز شيئًا، فليس لدينا عمل لننجزه». مثل هذه التصريحات تكشف، أكثر من أي شيء آخر، عن المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه النظام، وتؤكد أنه مجرد واجهة بلا صلاحيات حقيقية. إنها شهادة حية على عجز النظام وفشل جميع أدواته.
جذر الأزمة: منظومة ولاية الفقيه
اليوم، حتى وسائل الإعلام الحكومية تعترف بأن «قضايا إيران ليس لها حلول فنية أو جزئية؛ المشكلة تكمن في السياسات الكلية وهيكل احتكار السلطة». بعبارة أخرى، أصبح مبدأ الولي الفقيه وتركيز السلطة في أيدي أقلية صغيرة، هو السبب في المأزق الشامل الذي تعيشه البلاد والعقاب الذي يجنيه النظام نتيجة سجله الحافل بالفشل.
يمكن ملاحظة عواقب هذه الأزمة في مختلف المجالات. ففي الاقتصاد، تعد البطالة الواسعة، وركود الإنتاج، والفساد المنهجي، وهروب رؤوس الأموال، علامات واضحة على الانهيار. وفي المجتمع، تدل الفجوة العميقة بين جيل الشباب والسلطة، والمقاطعة الواسعة للانتخابات، واستمرار الاحتجاجات الفئوية، على أن الشعب قد تجاوز النظام برمته. وفي السياسة الخارجية أيضًا، واجهت مشاريع الولي الفقيه الإقليمية مآزق وإخفاقات، وأصبحت العزلة الدبلوماسية للنظام على الساحة العالمية أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
وهكذا، بدأت انتفاضة 2022 عملية لا تزال مستمرة وتزيد من اهتزاز أسس الحكم. يحاول خامنئي وعملاؤه إخفاء هذه الحقيقة، لكن الانهيار من الداخل، والعجز عن إدارة البلاد، هي حقائق لا يمكن إنكارها في إيران اليوم.
مطالبات بمنع بزشكيان من الظهور على الساحة الدولية
في ظل هذا الواقع، ومع اقتراب موعد انعقاد اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، فإن أي محاولة لتقديم بزشكيان كـ”ممثل للشعب الإيراني” أو “صوت الاعتدال” ستكون بمثابة مهزلة دبلوماسية وتجاهل صارخ لإرادة شعب قاطع نظام الملالي برمته. إن حضور بزشكيان في محفل دولي رفيع لا يخدم سوى أجندة نظام ولاية الفقيه في تضليل الرأي العام العالمي، وتجاهل حقوق الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية.
تدعو المقاومة الإيرانية وكافة الأحرار في العالم إلى ممارسة أقصى الضغوط لمنع بزشكيان، أو أي ممثل آخر لهذا النظام الفاشل، من استخدام المنصات الدولية لتبييض صورته القبيحة. إن الشعب الإيراني سيعلن بصوت عالٍ في مظاهرة حاشدة في نيويورك يومي 23 و 24 سبتمبر أن بزشكيان لا يمثله، وأن الحل الوحيد هو إسقاط نظام ولاية الفقيه بكل رموزه.
إن المستقبل، بلا شك، هو للشعب الذي أدرك بوضوح أن طريق الخلاص لا يمر عبر صناديق الاقتراع المزورة، ولا عبر الوعود الجوفاء للقادة، بل يتحقق فقط من خلال الإطاحة الكاملة بمنظومة ولاية الفقيه وإرساء سيادة الشعب الحقيقية على مصيره. لقد حان الآن ذلك الزمن التاريخي الموعود؛ زمن إنهاء هيمنة القرون الوسطى وفتح آفاق جديدة للحرية والديمقراطية في إيران.