اخبار العالمقضايا الارهاب

الإفصاحات الحاسمة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن

مقدمة
في 7 أغسطس 2025، نظم المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) مؤتمراً صحفياً هاماً في واشنطن، كشف خلاله عن معلومات مستندة ودقيقة حول شبكة الإرهاب التي يركّبها النظام الإيراني، مسلطاً الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه الحرس الثوري الإسلامي الإيراني (IRGC) في تنفيذ عمليات إرهابية خارج حدود إيران. يأتي هذا الإفصاح في سياق حملة مستمرة يقودها المجلس للكشف عن ممارسات النظام القمعية والإرهابية، والمطالبة بتصنيفه دولياً ككيان إرهابي.

مصادر المعلومات ومصداقية التقرير
يعتمد التقرير على معلومات حصيلة شبكة منظمة مجاهدي خلق داخل إيران، فضلاً عن تسريبات دقيقة من داخل مؤسسات النظام الأمني والسلطوية، مما يمنح هذه الإفصاحات درجة عالية من المصداقية والدقة. هذه المصادر الداخلية تؤكد التورط المباشر والعلني للحرس الثوري وقوة القدس في تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية المتعددة.

الهيكل التنظيمي لشبكة الإرهاب
يكشف التقرير أن القيادة العليا لنظام إيران، وتحديداً المرشد الأعلى علي خامنئي، تمارس إشرافاً مباشراً على الأذرع الإرهابية، التي تضم وكالة استخبارات الحرس الثوري ووحدات قوة القدس، وهي الذراع الخارجية للحرس. هذه الشبكة تشكل منظومة إرهابية معقدة تتوزع مهامها بين التخطيط والتنفيذ والتمويل، مما يعكس احترافية عالية في إدارة الحركات العدائية.

تكتيكات تنفيذ العمليات الإرهابية
يوضح التقرير استخدام النظام لعصابات محلية وأجنبية في أوروبا لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات، وذلك لتفادي التورط المباشر وإعطاء النظام غطاءً للإنكار. من الأمثلة البارزة محاولة اغتيال السياسي الإسباني أليخو فيدال-كوادراس في مدريد عام 2023 عبر عصابة مغربية وظفتها قوة القدس.
كما يؤكد التقرير على تورط عملاء مباشرين من داخل النظام، إذ نفذ دبلوماسي إيراني محاولة تفجير مؤتمر نظمته منظمة مجاهدي خلق في باريس عام 2018، ما يظهر قدرة النظام على استغلال تغطية دبلوماسية لأغراض إرهابية.

الدوافع السياسية والاستراتيجية
يربط التقرير تصاعد الإرهاب في الخارج بتدهور الوضع الداخلي للنظام الإيراني، حيث يواصل النظام استخدام الإرهاب كأداة لإضعاف المعارضة وتعزيز نفوذه الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل تحركات الاحتجاجات الجماهيرية وتزايد الضغوط الشعبية الداخلية على السلطة الحاكمة.

المطالب والتوصيات الدولية
يدعو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعالة وعاجلة تتضمن:

تصنيف الحرس الثوري قوياً ووكلائه كتنظيمات إرهابية.

إغلاق المراكز الدبلوماسية الإيرانية التي تُستخدم كمراكز تجسس وتخطيط إرهابي.

تشديد العقوبات المالية والاقتصادية لمكافحة تمويل الإرهاب.

تعزيز التنسيق الاستخباراتي بين الدول لمراقبة وتحييد نشاطات الحرس الإرهابية في المهجر.

الردود الدولية والتطورات الأخيرة
تماشياً مع الإفصاحات، أصدرت الولايات المتحدة وعدة دول غربية بياناً مشتركاً في 31 يوليو 2025، أدانت فيه تصاعد أنشطة الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية الإرهابية داخل أراضيها، مما يعكس تصاعد ضغط المجتمع الدولي وارتباطه بالبيانات الصادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأثره السياسي
يؤكد المجلس، بقيادة منظمة مجاهدي خلق والسيدة مريم رجوي، على أنه البديل الديمقراطي الشرعي والحقيقي للنظام الإيراني، ويجسد حضور هذه الإفصاحات المتكررة في واشنطن جهداً منه في فضح جرائم النظام، وزيادة الوعي الدولي بخطورة سياساته الإرهابية. هذه الإفصاحات تعزز موقف المعارضة وتعطيها ثقلًا في الساحة الدولية، حيث تستخدم أدلتها الداخلية في تحشيد المجتمع الدولي لمواجهة النظام وفرض قيود دولية على أنشطته.

خاتمة
تشكل الإفصاحات الأخيرة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من واشنطن دليلاً وثيق التوثيق على استمرارية وتوسيع أنشطة الإرهاب الدولي التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وأذرع النظام الإرهابية. يعكس التقرير الحاجة الملحّة لتحرك دولي جدّي، لا سيما عبر تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية وإغلاق المراكز الدبلوماسية التي تستخدم في أنشطة تخريبية. في ظل الأزمة الداخلية للنظام وتصعيده الخارجي، يشكل هذا التقرير خطوة مهمة على طريق كشف الحقائق ودعم التحركات القانونية والسياسية لاحتواء هذا التهديد الأمني، مع اعتماد واضح ودائم على دور المعارضة الإيرانية في رصد وتوثيق هذه الجرائم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى