النضال الشعبي في إيران: دعم إضراب السجناء السياسيين وتحدي القمع عبر وحدات المقاومة

في 5 أغسطس 2025، تصدرت وحدات المقاومة وعوائل الشهداء والمطالبين بالعدالة صفوف الاحتجاجات ضد سياسة القمع والإعدامات التي ينتهجها نظام الملالي في إيران. هذا الحراك الشعبي جاء في إطار الأسبوع الثمانين لحملة “ثلاثاءات لا للإعدام” التي شهدت إضراباً عن الطعام في 48 سجناً سياسياً، فتصدّت عشرات المدن عبر إشعال فعاليات واعتصامات ورسائل داعمة للسجناء.
في العاصمة طهران، قامت وحدات المقاومة برفع لافتات للسيدة مريم رجوي تحمل شعار “إلغاء عقوبة الإعدام”، ونظمت وقفات احتجاجية تضمنت صور السجينين البطلين بهروز إحساني ومهدي حسني، اللذين أعدمتهما السلطات في خطوة أدانتها جماهير المقاومة والشعب الإيراني. كما انتشرت المنشورات واللافتات في 21 مدينة أخرى منها رشت، لاهيجان، كرج، أصفهان، مشهد، سنندج، شيراز، وكرمانشاه، حاملة شعارات مناهضة للإعدام مثل “هذه هي الرسالة الأخيرة: الإعدام يواجه بالانتفاضة” و”أطلقوا سراح السجناء السياسيين”.
في بعض المدن مثل سنقر وبوشهر، شاركت عوائل الشهداء في وقفات احتجاجية مؤثرة، مؤكدين رفضهم التام لقمع النظام وجرائمه بحق السجناء السياسيين. هذه النشاطات المتزامنة تعكس حراكاً شعبياً واسع النطاق يرفض استهداف النظام لمناضلي حرية إيران، ويبرهن أن سياسة الإرهاب والإعدامات التي اتبعها النظام لم تعد قادرة على كبح جماح الثورة والاحتجاج داخل الأرض الإيرانية.
هذا الغليان الشعبي جاء في وقت حساس، حيث أن مؤتمر إيران حرة 2025 الذي عُقد في العاصمة الإيطالية روما في يوليو 2025، قد أكد على أهمية دعم المقاومة الإيرانية باعتبارها البديل الديمقراطي الحقيقي للنظام الملالي. في هذا المؤتمر، شاركت شخصيات دولية بارزة من بينهم مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى جانب كبار السياسيين الأوروبيين والأمريكيين، حيث أكد الجميع على رفض سياسة الاسترضاء والحرب معاً، ودعم خيار التغيير السلمي بقيادة إرادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
المؤتمر دعا إلى اتخاذ خطوات عملية، أهمها تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في مقاومة النظام الدكتاتوري الديني، مع تأكيد أن الدعم لا يكون عبر التدخل العسكري بل من خلال الدعم السياسي والمعنوي للمقاومة. تصريحات من المؤتمر أكدت أن الميدان متمثل في مواجهة النظام داخلياً عبر إرادة الشعب، التي تُعبّر عنها وحدات المقاومة المنتشرة في المدن الإيرانية، كما يتضح من أنشطة إيذانها بموجة احتجاجات مدنية وانتصار الإرادة الشعبية على سياسة القمع.
مع استمرار الإعدامات القسرية التي طالت مؤخرًا مناضلين بارزين مثل بهروز إحساني ومهدي حسني، يظهر النظام حراجه وحجم ضعفه أمام هذا الحراك الشعبي الذي يتزايد من الداخل. رسائل المقاومة ووحدات السكان في المدن الإيرانية تعلنها واضحة: لا للإعدام، لا للاستبداد، نعم لحرية الشعب الإيراني وكرامته.
بهذا تخرج إيران اليوم من ظلال الاسترضاء والحرب نحو مسار ثالث يطالب بحق الشعوب في التغيير الديمقراطي السلمي بقيادة المقاومة والشعب، كما شدد عليه مؤتمر إيران حرة 2025 في روما، ليكون صوت الشعب الإيراني مسموعًا على الساحة الدولية ويثبت أن التضامن الوطني والرفض الشعبي سيبقيان شعلة الأمل للتغيير والحرية.