تهريب المخدرات كأداة من أدوات النظام الإيراني لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط

في خطوة جديدة تكشف زيف شعارات النظام الإيراني حول محاربة الإرهاب والمخدرات، كشفت تقارير صحفية وأمنية حديثة، كان آخرها تقرير “يمن أونلاين” بتاريخ أغسطس 2025، عن تورط النظام الإيراني في إقامة هياكل واسعة لتهريب المخدرات عبر اليمن نحو سوريا ودول أخرى في المنطقة. هذا التهريب لا يستخدم فقط لتوليد أرباح مالية ضخمة توفرها إيران لتمويل أذرعها الحربية والميليشيات التابعة لها، بل يُوظف أيضًا كسلاح في حروبها الإرهابية بالوكالة التي تهدف إلى زعزعة استقرار دول عربية حليفة ومجتمعاتها.
وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية وغيره من المخابرات، فإن مليشيات الحوثي في اليمن التي تدعمها وتزودها إيران، تحولت إلى مركز رئيسي لتوزيع وتهريب المخدرات خصوصًا مادة “الكبتاغون”، التي تُعرَف دوليًا بـ”مخدر الجهاد” لكثرة استخدامها لتحفيز المقاتلين ورفع قدرتهم على القتال بوحشية، وكثيرًا ما توزعها الميليشيات كأداة تجنيد وابتزاز بين الشباب اليمني. يحصل الحوثيون على عائدات مالية كبيرة من تهريب هذه المواد تُستخدم في شراء الأسلحة والمرتزقة، وهو يتزامن مع تقارير تؤكد أن النظام الإيراني استخدم أساطيل بحرية لتهريب شحنات سلاح ومستحضرات مخدرة عبر البحر الأحمر باتجاه اليمن وسوريا.
في سوريا، بعد سقوط حليف طهران بشار الأسد، استطاعت الميليشيات التابعة لإيران أن تعزز وجودها في جنوب البلاد، وتحولوا مناطق مثل درعا والسويداء إلى مساحات لعمليات التهريب وتفخيخ دول الجوار بالمخدرات، بحسب مصادر استخباراتية أردنية وإسرائيلية. هذا النشاط لا يقف عند حد التمويل العسكري فقط، بل يحاول النظام استغلال المخدرات كأداة لتفكيك البنية الاجتماعية ونشر الفوضى، خصوصًا في مناطق الجنوب السوري وعلى الحدود مع الأردن ودول الخليج.
تصريحات مريم رجوي في مؤتمر “إيران حرة 2025”
في مؤتمر “إيران حرة 2025” الذي انعقد في البرلمان الإيطالي بحضور العديد من الشخصيات السياسية والناشطات من مختلف الأطياف، أكدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية، أن النظام الإيراني يعتمد على ثلاثية الجريمة لبقائه: الحرب، الإرهاب، والفساد المالي بما في ذلك تجارة المخدرات. وأوضحت أن كل هذه السياسات تشكل وجهًا واحدًا من نظام يرفض الإصلاح ويصر على توسيع نفوذه العسكري والسياسي في البلدان المجاورة من خلال سياسات الإرهاب والتهريب.
رجوي أبرزت في كلمتها أن دور النظام في دعم الحوثيين ليس فقط لسلاحهم وتحريكهم عسكريًا، بل أيضًا لاستخدام اليمن كمنصة لتهريب المخدرات، وهو ما يضمن استمرار الحرب واستنزاف الموارد والدمار للمجتمعات. كما أطلقت نداءً صارمًا بأن سياسة الصمت والمماطلة الدولية تغذي هذه الجرائم، مشددة على أن الحل الوحيد للخلاص من هذا النظام الإرهابي يكمن في الثورة الشعبية داخل إيران، التي يمكنها من خلالها إسقاط النظام إلى الأبد.
كما شددت على أن الدور الإيراني الخبيث في سوريا واليمن ولبنان والعراق سوف يستمر كلما ظل هذا النظام حاكمًا، وأن خروج هذا النظام من المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بسقوطه من الداخل عبر استعادة إرادة الشعب الإيراني المقاوم، وأعادت التأكيد على أن مقاومة الشعب الإيراني هي القوة الوحيدة التي تستطيع قطع يد التدخل الايراني الدامي في هذه الدول.
الخلاصة
نظام الملالي في إيران استخدم ولا يزال تجارة المخدرات كجزء لا يتجزأ من استراتيجيته لإبقاء أذرعه المسلحة على قيد الحياة، وتمويل حروبه في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. اليمن أصبح مركزًا حيويًا في هذه الخطة، حيث تعمل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا على توزيع المخدرات وشراء الأسلحة والمرتزقة للمزيد من الحروب المدمرة. تزامن ظهور هذه المعلومات مع منعطف سياسي مهم في مؤتمر “إيران حرة 2025” الذي سلط الضوء على ضرورة استنهاض الشعب الإيراني والمقاومة لإسقاط هذا النظام الظالم.
الحل الحقيقي الوحيد أمام الدول العربية والمجتمع الدولي لمنع استقرار النظام وفسادها الفتاك، يكمن في دعم قيادة المقاومة الإيرانية والمطالبة بسقوط النظام من الداخل. لا بد من رفع الوعي بأن استمرار هذا النظام يعني استمرار الحروب والمآسي في المنطقة التي لن تنتهي إلا بزوال هذا الطغيان من إيران، على يد شعبها المقاوم القوي الذي يحلم بإيران حرة ديمقراطية ومنطقة مستقرة خالية من الإرهاب والفساد.