اخبار العالم

التحول الحتمي للنظام الإيراني: تحليل واقع الصراع الداخلي وأفق المستقبل

 

تشهد الساحة الإيرانية اليوم تحولاً جذرياً في بنية النظام السياسي والاجتماعي، لا سيما مع تصاعد الهشاشة الداخلية وضعف الشرعية لدى النظام الحاكم. من خلال مقابلة لعلي رضا جعفر زاده نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن مع برنامج “براين كيلميد شو” على إذاعة فوكس نيوز، يمكن استنتاج أن التغيير قادم حتماً من الداخل، مدعوماً بحراك شعبي متصاعد ورغبة عميقة في إقامة جمهورية ديمقراطية حرة. ويكتسب هذا التحليل أهمية خاصة مع اقتراب مؤتمر “إيران حرة 2025” الذي سيُعقد في إيطاليا، حيث سيتناول المشاركون مستقبل إيران والتحديات التي تواجه النظام الحالي بصورة عميقة ومنهجية.

 

ضعف النظام الإيراني والهشاشة المتزايدة

أكد علي رضا جعفر زاده في حديثه على أن النظام الإيراني يعاني من ضعف لم يسبق له مثيل، لاسيما في ظل ضربات متتالية لمراكز قوته داخل وخارج البلاد. فالنظام الذي طالما تباهى بسيطرة حرسه الثوري ووكلائه في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين وشركائه في سوريا، بات اليوم يعاني من تراجع فادح في نفوذه. سقوط حليف دمشق يعد من أبرز علامات هذا الانحدار. هذا الضعف تجلى ليس فقط على المستوى العسكري، بل امتدّ ليشمل هشاشة سياسية واجتماعية متعمقة، مع اتساع رقعة الاحتجاجات والانتفاضات التي بدأت إيراكا منذ عام 2018.

 

وقد أبرز جعفر زاده أن الشعب الإيراني يواجه الآن نوعاً من “الذعر والارتياب” داخل النظام الحاكم، ولا سيما أن الوعي الجماهيري بالقوة التي يملكها قد ازداد بعد انكشاف حقيقة هشاشة النظام أمام الرأي العام العالمي. لذلك اعتمد النظام بشكل متزايد على قمع قوى المقاومة الديمقراطية في الداخل، لا سيما منظمة مجاهدي خلق التي تظل الدعامة الأساسية في مواجهة الديكتاتورية الدينية، والتي شهدت قمعاً وحكمًا على أعضائها بالإعدام مؤخراً.

 

المقاومة الشعبية ودور مؤتمر إيطاليا 2025

يرى نائب مدير المكتب في واشنطن أن الخلاص لن يأتي إلا من داخل إيران نفسها، وأن المجتمع الدولي عليه أن يدعم الشعب الإيراني عبر خلق فضاءات آمنة لوحدات المقاومة ودعمها في مواجهة أذرع النظام الأمنية. وشدد على أن مجاهدي خلق ليست مجرد منظمة مقاومة، بل رمز لانتصار قيم الحرية والمساواة، لا سيما مع القيادة النسائية الفاعلة التي تشكل تحدياً لأيديولوجية الكراهية والتهميش التي يروّج لها النظام.

 

إن مؤتمر “إيران حرة 2025” الذي ستحتضنه إيطاليا سيكون منصة حيوية لتوحيد الجهود المناهضة للنظام، ولعرض خارطة طريق تستند إلى تحقيق الجمهورية الديمقراطية الحرة وغير النووية. يهدف هذا التجمع إلى بلورة استراتيجية شاملة تستفيد من التجارب السابقة وتستعد لمستقبل أفضل لإيران وشعبها، معبرة عن أمل حقيقي في أن التغيير قادم لا محالة، بدعم المقاومة الوطنية وقوى الشعب.

 

الخلاصة

تُشير المعطيات الراهنة إلى أن النظام الإيراني يعيش مرحلة حرجة من الضعف والانكشاف أمام التحديات الداخلية والدولية. الحراك الشعبي المستمر يُظهر بشكل جلي أن التغيير المطلوب سيكون من الداخل وبقيادة قوى مقاومة ديمقراطية ذات شرعية شعبية واضحة. مؤتمر “إيران حرة 2025” في إيطاليا يشكل فرصة استراتيجية لتوسيع التعاون الدولي والإقليمي مع الشعب الإيراني وقواه المقاومة، مما يمهد الطريق لرسم مستقبل جديد يرتكز على الحرية والديمقراطية والكرامة لجمهورية إيران الحرة. التحدي الأكبر يكمن في كيفية تحويل هذه القوة الشعبية والمقاومة المنظمة إلى واقع سياسي قادر على وضع حد لظلم النظام الملّاوي وبناء إيران جديدة تسودها العدالة وحقوق الإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى