اخبار العالم

التحالف الدولي يواجه شبكة دعم تصنيع الطائرات المسيرة الإيرانية

في خطوة جديدة لتعزيز الضغوط على النظام الإيراني، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، عبر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، فرض عقوبات صارمة على شبكة مشتريات عالمية تدعم برنامج الطائرات العسكرية المسيرة للنظام في إيران. تستهدف هذه العقوبات خمسة كيانات وشخصًا واحدًا في إيران والصين وهونغ كونغ وتايوان، حيث ساهموا في توفير التكنولوجيا الحيوية لشركة صناعة الطائرات الإيرانية (HESA)، المرتبطة بوزارة الدفاع واللوجستيات للقوات المسلحة الإيرانية.

شركة HESA تعتبر من الركائز الأساسية في تصنيع الطائرات الحربية ومنها طائرات “أبابيل” المسيرة، التي تعتمدها قوات الحرس الثوري في الصراعات الإقليمية، بينما تهدف العقوبات الجديدة إلى قطع السبل التي يستخدمها النظام لامتلاك تقنيات تقويض الاستقرار الإقليمي وزعزعة الأمن العالمي.

في هذا السياق، أكد جون ك. هيرلي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن إيران تواصل تطوير قدرات هجومية غير تقليدية تشمل الطائرات المسيرة بهدف تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وأوضح أن إدارة بايدن ملتزمة بحماية الأمن الأمريكي من خلال تعطيل هذه القدرات والخروج عن حدود المواد التقليدية للأسلحة.

وتشمل العقوبات كياناً إيرانيًا بارزًا وهو شركة “كنترل افزار تبريز” التي تتولى توريد ماكينات التحكم الرقمي المصممة بدقة (CNC)، وهي أدوات حاسمة لتصنيع مكونات الطائرات المسيرة، إلى جانب شركات في الصين وتايوان وهونغ كونغ تعمل كوسطاء وموفرين لتلك المعدات، الأمر الذي يشير إلى تعقيد شبكة التوريد الدولية التي يستغلها النظام لتجاوز العقوبات.

تأتي هذه العقوبات ضمن إطار الأمر التنفيذي رقم 13382 الذي يستهدف الشبكات التي تساعد في تطوير أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إيصالها، كما حذرت الولايات المتحدة من العقوبات القانونية الوخيمة التي قد تترتب على التعامل مع الكيانات المدرجة.

ونظراً لما يشكله برنامج الطائرات المسيرة من تهديد مباشر للأمن الإقليمي والدولي، فإن مثل هذه الإجراءات تضيف هامش ضغط جديد لتعطيل القدرات العسكرية الخطيرة للنظام الإيراني.

في جانب آخر، في مؤتمر عُقد في البرلمان الإيطالي تحت عنوان “أزمة إيران: الحل الثالث للتغيير”، أكدت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هشاشة النظام الديني في إيران وأطروحته القمعية وإرهابه المستمر. وقد جاء في خطابها:

«منذ أيام قليلة، استبداد ديني إيراني ارتكب جريمة وحشية بإعدام اثنين من مجاهدي خلق، وهما بهروز إحساني ومهدی حسني، اللذين ضحيا بحياتهما دفاعًا عن حرية الشعب الإيراني. هذا النظام الذي ينهار يلجأ إلى القتل لكتم صوت الشباب المتظاهر ضد الظلم. هذه الإجراءات القمعية لا تثني روح المقاومة التي تشهد إشراقة جديدة بفضل إصرار الشعب الإيراني على الحرية والتغيير. الحل الثالث الذي نقدمه هو طريق التغيير الحقيقي: لا حرب خارجية، لا مهادنة مع الديكتاتورية الدينية، بل انتقال السلطة إلى الشعب ومقاومة منظمة تقود إلى إسقاط النظام الظالم.»

وفي الختام، تتجلى هذه التطورات الدولية ومحطات المقاومة الإيرانية كمحورين متكاملين في مواجهة التحديات التي يفرضها النظام الإيراني. فبينما تعكس الإجراءات الدولية تصعيدًا حازمًا لاحتواء برامج التسليح التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، تبرز المقاومة الإيرانية كمرآة حقيقية لإرادة الشعب في التغيير السلمي والديمقراطي، مُشددة على رفض العنف والديكتاتورية. إن التنسيق بين الضغوط الخارجية والحراك الداخلي يشكلان معًا الركيزة الأهم لفتح آفاق مستقبلية تُخَفف من معاناة الشعب الإيراني وتؤسس لبيئة مستقرة وأمنة في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى