البرلمان الإيطالي: مؤتمر الخيار ثالث من أجل التغيير في إيران

في قلب الديمقراطية الإيطالية، ومن على منبر برلمانها، ارتفع صوت المقاومة الإيرانية ليقدم للعالم رؤية واضحة لمستقبل البلاد، مؤكداً أن الحل لأزمة إيران لا يكمن في الحرب أو المساومة مع الديكتاتورية، بل في دعم نضال الشعب من أجل التغيير. خلال مؤتمر “الخيار ثالث من أجل التغيير في إيران”، الذي عُقد يوم الأربعاء 30 يوليو بحضور نواب وسناتوريين إيطاليين وشخصيات دولية بارزة، قدمت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة، خارطة طريق شاملة تعتمد على طاقات المجتمع الإيراني المنتفض لإسقاط الاستبداد الديني. وقالت: “الخيار ثالث هو: لا للحرب الخارجية، ولا للدكتاتورية الدينية والاسترضاء معها، بل تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة المنظمة الإيرانية”.
وقد استهلت السيدة رجوي كلمتها بإدانة الجريمة الوحشية التي ارتكبها النظام قبل أربعة أيام بإعدام المجاهدين بهروز إحساني ومهدي حسني، معتبرة إياها جريمة ضد الإنسانية وجريمة سكب دماء أبناء إيران بذنب المطالبة بالحرية. وأوضحت أن جلادي النظام وضعوهما مراراً أمام خيارين: إما الندم وإنقاذ حياتهما، أو الإعدام والثبات على موقفهما في الدفاع عن حرية الشعب الإيراني. فكان اختيارهما هو ذاته اختيار الثلاثين ألف سجين سياسي الذين استشهدوا في مجزرة عام 1988.
وقد حظيت هذه الرؤية بدعم قوي من أغلبية مجلس الشيوخ الإيطالي، التي انضمت إلى بيان “إيران حرة 2025”. وجاء في بيان الأغلبية إدانة صريحة لإعدامات النظام، ودعم لخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والمطالبة بإدراج حرس النظام الإيراني على قائمة الإرهاب، والاعتراف بنضال وحدات المقاومة ضد قمع النظام. كما أكد البيان أن “الشعب الإيراني في انتفاضة 2022 رفض أي شكل من أشكال الديكتاتورية، سواء كانت الشاه أو الملالي، وطالب بجمهورية ديمقراطية، وهو مطلب تم التأكيد عليه مجدداً عبر المقاطعة الكاملة للمسرحية الانتخابية الرئاسية”.
وفي شهادة دولية هامة، انتقد شارل ميشيل، رئيس الوزراء البلجيكي السابق ورئيس المجلس الأوروبي السابق، سياسة الاسترضاء الفاشلة، قائلاً: “ديكتاتورية الملالي الآن أضعف من أي وقت مضى، ولأنها أضعف، فقد أصبحت أكثر خطورة”. واستعرض ثلاثة دروس تاريخية مهمة: أولاً، سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعاً، فالنظام أساء استغلال حسن النوايا. ثانياً، في مثل هذه الظروف، الصمت يعني التواطؤ، فصمتنا هو ضعفنا وقوة المعتدي. وثالثاً، هناك بديل، والحل الوحيد الذي يقدمه المجلس الوطني للمقاومة هو طريق الحرية والديمقراطية لإيران، وبرنامج السيدة رجوي هو خارطة الطريق من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
وقد شارك في المؤتمر أيضاً كل من السناتور جوليو تيرزي، رئيس لجنة السياسات الأوروبية في مجلس الشيوخ، وغالياتزو بينيامي، عضو هيئة رئاسة البرلمان، وجوليو تريمونتي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، والسيناتور لوتشيو مالان، رئيس كتلة الأغلبية، والسيناتور جزيلا ناتوراله، ونواب آخرون وشخصيات دولية بارزة، مما عكس إجماعاً متزايداً على أن الحل يكمن في دعم إرادة الشعب الإيراني للتغيير.