اخبار العالم

الصندوق الأسود الذي يخشا الهجري فتحه!

كتب المحامي عادل خليان

وسط الجبال الجنوبية لسوريا، وفي مكان يُفترض أن يكون منبع الحكمة والهدوء، تَختمر واحدة من أعقد ملفات الفساد المغلقة في تاريخ البلاد.

السويداء لم تعد فقط منطقة خارجة عن سيطرة الدولة، بل تحوّلت إلى ما يشبه “الصندوق الأسود” الذي يخاف حكمت الهجري واتباعه فتحه، لا خوفاً من العاصفة الأمنية، بل من العفن الأخلاقي والانهيار القيمي الذي قد يتسرّب بمجرد أن يُفتح الغطاء.

الحديث هنا لا يدور عن احتجاج أو مطالب أهلية محقّة، بل عن بنية متكاملة من المصالح غير المشروعة، محصّنة بعباءات دينية ومقولات “خصوصية الجبل”.

خلف هذه العبارات الرمزية، يعمل مصنع الكبتاغون بانضباطٍ يشبه دقة “الساعة السويسرية”، وتُدار مزارع الحشيش تحت حماية فتاوى مطاطة، تُفصّل على مقاس الحاجة، وتُبرّر التهرّب من المساءلة.

وفي قلب هذه المنظومة، ضباط هاربون من النظام البائد، يختبئون خلف عمائم وأسماء مستعارة، بعد أن وجدوا في “الخصوصية الدينية” ستارًا يضمن لهم حصانة لا يمنحها الدستور ولا القانون.

أما الأسلحة الثقيلة المنتشرة في المنطقة، فلم تُرفع يوماً دفاعًا عن الأرض أو الكرامة، بل صارت حرسًا شخصيًا لحماية مكاسب الفساد من أي يد تحاول الاقتراب.

رفضُ تسليم المدينة للدولة لا ينبع من خوف من تسلّط مركزي أو بطش أمني، بل من رعب دفين: انكشاف السر.

فحين يدخل التحقيق إلى الجبل، ستظهر شبكات التهريب التي تحتمي بالدين، وسيُفضح تحالف فلول الأسد مع جماعات دينية متطرفة تدير ما يشبه “مملكة خراب”، جمعت بين المال الحرام والدم المسكوب والتسلّط المزخرف بلغة الطهر.

لكن الحقيقة، كالنار، لا تبقى تحت الرماد طويلاً.

من حوّل الجبل إلى مخزن للسموم سيحاسبه الناس اليوم، وسيدينه التاريخ غدًا. لن يُغني عنه الادّعاء بالعصمة، ولا التغني بالرموز. سيأتي اليوم الذي تُفتح فيه أبواب السويداء، ليس لدخول قوة، بل لخروج الحقيقة. وعندها فقط سنفهم: لماذا قاتل حكمت الهجري؟ ولماذا احتمى هو ومن معه وراء قداسةٍ لا تمسّ، بينما كانوا يديرون تجارة السمّ تحت الأرض؟

هذا باختصار مايجب معرفته ويصل الى العالم اجمع بكل دقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى