تحذيرات قيادات النظام الإيراني تكشف هشاشته المتزايدة وضرورة بديل ديمقراطي

شهدت الأيام التي أعقبت حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل تصاعدًا في التصريحات المتضاربة والصريحة من كبار مسؤولي النظام الإيراني، الذين أظهروا بشكل واضح حالة الذعر والارتباك التي تعصف بصفوف القيادة. من الرئيس مسعود بزشكيان إلى وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف ومستشار الرئيس علي ربيعي، اتفقت هذه التصريحات على وجود شروخ عميقة في الأجهزة الأمنية والسياسية، وخوف متزايد من انفجار انتفاضات شعبية قد تقضي على النظام.
بزشكيان وواجهة التفاؤل الحذرة
رغم محاولات إظهار الاستقرار والجاهزية الدفاعية، أكد بزشكيان أن العدو خطط لإحداث اضطرابات شعبية تهدف إلى إسقاط النظام مع بداية الحرب، لكن بفضل قيادة الولي الفقيه تم إحباط هذه المخططات. مع ذلك، عبر عن قلق من محدودية السيطرة على الرأي العام خاصة في ظل التحول إلى “الإنترنت الوطني” كإجراء أمني يثير المزيد من الجدل والريبة.
ربيعي وتحذير من انقلاب داخلي
علي ربيعي، وهو مستشار رفيع سابق في وزارة المخابرات، كشف عما وصفه بمحاولة فاشلة لإنهاء حكم النظام في أيام الحرب الأخيرة، وربط ذلك بتدخل أمريكي ودعوات معلنة للنزول إلى الشوارع. وصف قصف سجن إيفين بأنه حدث “إعدامي رمزي” يشير إلى عمق الأزمة الأمنية والهشاشة التي يواجهها النظام داخليًا.
ظريف و“شبكة التغلغل”
وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف طرَح تحليلاً أعمق، لافتًا إلى أن ما كان يُعتقد أنه جواسيس متنقلين قد أصبح الآن “شبكة منظمة ومجهزة” تعمل داخل أروقة النظام، بل ومن جذوره السياسية والدينية، في إشارة إلى تعقيدات الأزمة الداخلية وما وصلت إليه عمليات الاختراق والتأثير.
جلسات سرية وتكثيف الرقابة
في ظل هذه الأزمات، عقد البرلمان الإيراني اجتماعات مغلقة مع وزير المخابرات لإجراء تقييمات حول مكافحة التجسس وتعزيز إجراءات الأمن الداخلي، ما يؤكد ارتفاع سلم القلق في أعلى مستويات السلطة من تهديدات متصاعدة، لا سيما بعد الحرب.
البديل الديمقراطي: صعود المقاومة والتنظيم
في ظل حالة الهشاشة هذه وتأزم شرعية النظام، تبرز المقاومة الإيرانية كبديل واقعي وفعال، في مقدمتها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) ومجاهدي خلق. هذا البديل، الرافض للحرب والمهادنة على حد سواء، يقدم رؤية واضحة لجمهورية ديمقراطية علمانية ترعى المساواة وحقوق الإنسان، كما هو مفصل في خطة النقاط العشر التي طرحتها مريم رجوي. وتُعتبر وحدات المقاومة داخليًا من أهم الأدوات التي تعزز هذا البديل الشعبي، وترسم الطريق نحو التغيير الحقيقي.
خلاصة
يتبين أن النظام الإيراني يرزح تحت ضغط هائل داخلي وخارجي على حد سواء، وأن مخاوف قادته من انهيار محتمل ليست مجرد مزاعم بل واقع يقترب أكثر مع كل يوم. إن الانقسام والارتباك في تصريحات المسؤولين ومساعي التضليل الإعلامي تؤشر إلى ضعف بنية النظام الأمنية والسياسية، وتزيد من فرص صعود البديل الديمقراطي الذي تمثله المقاومة الإيرانية الشعبية المنظمة. الطريق نحو مستقبل إيران الحرّة العادلة يمرُّ حتمًا عبر استبدال النظام الحالي، ليس بالمجاملة، بل بالتنظيم الوطني والمقاومة الفاعلة.