اخبار العالم

آخر المستجدات في سوريا ودور النظام الإيراني في ترويج شائعات الانقلاب

تمرّ سوريا في الأشهر الأخيرة بمرحلة حساسة من التحولات السياسية والأمنية. مع التغييرات الواسعة في بنية الحكومة الانتقالية، والوضع الاقتصادي المتدهور، ومساعي الحوار الوطني، لا يزال الاستقرار هشًا. في هذا السياق، وجد النظام الإيراني فرصة لاستغلال الضبابية العامة، وتصعيد التلاعب بالمعلومات وإثارة التوتر في الفضاء الإعلامي الإقليمي.

الوضع الراهن في سوريا

بعد تغييرات جوهرية في القيادة، تسعى الحكومة المؤقتة إلى تثبيت الأمن وإعادة بناء الهياكل السياسية والإدارية.

لا تزال مجموعات مسلحة مشتتة نشطة في بعض المناطق الجنوبية ومحيط دمشق، وتشكل تهديدات متكررة للحكومة المركزية.

المجتمع الدولي، وخاصة دول الجوار، يتبنى مقاربة حذرة تجاه تطورات سوريا، إلا أن فرص التعاون في مواجهة الإرهاب وتهريب المخدرات لا تزال متاحة.

شائعات الانقلاب واغتيال وزير الدفاع المؤقت

في ظل هذه التطورات، روّج بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وقنوات مثل “تلگرام چند ثانیه” أخبارًا كاذبة عن وقوع انقلاب ضد الحكومة المؤقتة أو مقتل وزير الدفاع. إلا أن التدقيق في المصادر الرسمية ووسائل الإعلام المستقلة لم يقدم أي دليل أو وثائق تؤكد وقوع هذه الأحداث، واعتبر معظم الصحفيين المستقلين تلك الأخبار مفبركة ولا أساس لها من الصحة.

استغلال النظام الإيراني للوضع السوري

أهداف طهران من نشر الشائعات

يعتمد النظام الإيراني في ترويج هذه الشائعات على الأهداف التالية:

إثارة عدم الاستقرار والتشكيك بكفاءة الحكومة الجديدة: كسر ثقة الرأي العام السوري والإقليمي بالمؤسسات الوطنية.

إعاقة وحدة الصف الوطني وتقوية الحكومة الانتقالية: تعطيل بناء التعاون بين الأطياف السورية وتقليل فرص التنسيق مع الدول العربية.

الحفاظ على النفوذ والمصالح الإقليمية: إضعاف سلطة الدولة الوطنية وتسهيل استمرار وجود الميليشيات والقوى التابعة لإيران.

إضفاء طابع الأزمة على المشهد السوري: تبرير بقاء التدخلات العسكرية والاستخباراتية بذريعة استمرار الاضطراب وعدم أمان البلاد.

الإجراءات الخفية للنظام الإيراني

النظام الإيراني لا يكتفي بالإعلام والشائعات فحسب، بل ينفذ سلسلة من الأعمال السرية، منها:

تقديم الدعم اللوجستي والمالي للمجموعات المسلحة المحلية: تقوية نفوذ الأطراف المعارضة أو الطامحة للسلطة.

تنظيم عمليات تجسس واستهداف شخصيات الحكومة المؤقتة: جمع معلومات حساسة والتخطيط لضرب الخصوم الاستراتيجيين.

تأسيس شبكات نفوذ وشن حملات حرب نفسية: استثمار البنى الاستخباراتية وقنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لبث الشائعات، الأخبار الملفقة، وإشاعة انعدام الأمان.

تسهيل تهريب الأسلحة والمخدرات: استمرار الدوائر الاقتصادية غير القانونية لتمويل المجموعات الموالية وتعزيز نفوذها.

خلاصة

بالإجمال، يُعتَبر ترويج شائعات مثل وقوع انقلاب أو اغتيال وزراء مفصليين جزءًا من إستراتيجية مدروسة للنظام الإيراني تهدف إلى إضعاف الاستقرار، صيانة مصالحه العسكرية والاقتصادية، ومنع قيام دولة جديدة ومستقلة في سوريا. غير أن مقاومة إيران لعبت دائمًا دورًا مميزًا في كشف هذه المؤامرات، حيث كانت صوتًا لا يُضاهى في فضح المخططات، وتَعتبر اليوم البديل الحقيقي والتهديد الأساسي للنظام الإيراني على الصعيدين الإقليمي والدولي. هذه المقاومة، من خلال التوعية وكشف الحقيقة ودعم استقلالية الشعوب، تشكّل عائقًا جادًا أمام السياسات التدخّلية وصناعة الأزمات التي ينتهجها النظام الإيراني. إن هذا الثبات والشفافية من قبل المقاومة يضيئان الأفق ويقربان شعوب المنطقة أكثر من تحقيق السلام والاستقرار وسيادة إرادة الشعوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى