اخبار العالم

الحل الثالث هو السبيل الوحيد… مهدي عقبائي يكشف خارطة طريق إسقاط الملالي

مقابلة خاصة مع مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

حاوره: المرصد نيوز

مهدي عقبائي هو عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأحد كوادر منظمة مجاهدي خلق. شارك في النضال ضد نظام الشاه، ثم انضمّ إلى مجاهدي خلق وظلّ منذ ذلك الحين عضوًا ناشطًا في المنظمة. له العديد من المقالات والمقابلات في وسائل الإعلام العربية، حيث يُعرّف بالمقاومة الإيرانية ويفضح جرائم نظام الملالي الحاكم في طهران

في هذه المقابلة، يتحدث عقبائي بصراحة إلى “المرصد نيوز” عن التطورات داخل إيران، من أوضاع السجون، إلى تصاعد المقاومة، وانهيارات النظام، وجهوزية المعارضة لتقديم بديل ديمقراطي.

المرصد نيوز: بداية، كيف تصف الوضع داخل السجون الإيرانية بعد القصف الأخير والأحداث الأخيرة؟

مهدي عقبائي: الوضع مأسوي للغاية. لدينا شهادات مؤكدة من داخل السجون تشير إلى أن النظام نفّذ عمليات نقل جماعي وقسري للسجناء السياسيين، خاصة من سجن إيفين إلى سجون مثل فشافويه وقرچك وقزلحصار. هذه التنقلات جرت على نحو مفاجئ وباستخدام قوات خاصة، دون إخطار عائلات السجناء أو منحهم الحد الأدنى من الحقوق.
العديد من المعتقلين تعرضوا للإخفاء القسري، فيما حُرم الجرحى منهم من العلاج الطبي الضروري، في ما يبدو كسياسة ممنهجة لإذلالهم وكسر إرادتهم. هذه الانتهاكات دفعت المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى إصدار بيانات عاجلة، طالبت فيها بتدخل دولي فوري. السيدة مريم رجوي أكدت أن ما يجري يعكس هلع النظام من اتساع رقعة المقاومة داخل المجتمع الإيراني.

المرصد نيوز: كيف تقيّمون المزاج الشعبي داخل إيران بعد هذه التطورات؟

مهدي عقبائي: على الرغم من محاولات النظام في زرع الخوف، إلا أن الشعب الإيراني اليوم أكثر وعيًا وتصميمًا على التغيير. نشهد موجة احتجاجات لا تقتصر على المدن الكبرى، بل تمتد إلى مناطق لم تكن ناشطة سياسيًا من قبل.
السيدة رجوي شددت، خلال خطابها الأخير أمام البرلمان الأوروبي، على أن الإيرانيين لم يعودوا خائفين، بل أصبحوا في موقع التحدي. الملفت أن النساء والشباب هم في الطليعة، ما يعكس ولادة جيل جديد يقود معركة التغيير بكل شجاعة وإصرار.

المرصد نيوز: ما هي المناطق التي تشهد تحركات احتجاجية وعصياناً مدنياً؟

مهدي عقبائي: إلى جانب العاصمة طهران، تشهد مدن مثل مشهد، أصفهان، شيراز، ومناطق كردستان وبلوشستان تحركات واسعة تشمل التظاهرات والعصيان المدني. هذه المناطق باتت تشكل مراكز رئيسية للمقاومة ضد سياسات النظام القمعية.
الاحتجاجات فيها مستمرة رغم القمع الشديد، ما يدل على أن الشعب يملك وعيًا عميقًا بحقه في الحرية، وأن هناك رغبة حقيقية في التغيير من الجذور.

المرصد نيوز: هل هناك مؤشرات فعلية على تصدّع أجهزة الدولة؟

مهدي عقبائي: بالتأكيد. هناك تصدعات متنامية داخل بنية النظام، خاصة في الحرس الثوري وأجهزة الأمن. بعد الحرب القصيرة الأخيرة، شن النظام حملة اعتقالات واسعة طالت مئات المواطنين بذريعة “التجسس” أو “التعاون مع جهات معادية”.
أعلنت وكالة فارس التابعة للحرس عن اعتقال أكثر من 700 شخص، بينما أعلنت نيابة كرمانشاه عن اعتقال 115، وشرطة محافظة فارس عن 53 آخرين. الاعتقالات شملت نشطاء وصحفيين ومحامين، وهي محاولة لتصفية كل أشكال الاعتراض.
كما شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في تنفيذ الإعدامات، حيث تم تسجيل 140 حالة في شهر واحد، و398 خلال ثلاثة أشهر فقط. النظام يستخدم القتل والإرهاب القضائي كأدوات لإخماد أي صوت معارض، وهو ما يعكس عمق أزمته الداخلية.

المرصد نيوز: هل المعارضة الإيرانية موحدة؟ وهل هناك تنسيق فعلي بين الداخل والخارج؟

مهدي عقبائي: المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، هو القطب الرئيسي للمعارضة المنظمة. نعمل بشكل مستمر على توحيد القوى الديمقراطية المعارضة، وتجاوز التباينات التاريخية التي فرضها القمع.
هناك تنسيق حقيقي بين الداخل والخارج، وخصوصًا من خلال وحدات المقاومة التي تنشط داخل إيران. هذه الوحدات ترتبط بالمجلس تنظيمياً، وتعمل على الأرض في ظل ظروف أمنية صعبة جدًا، لكنها تواصل نضالها في تنفيذ العمليات النوعية ونشر الوعي الشعبي.

المرصد نيوز: ما هو الدور الميداني لوحدات المقاومة في الداخل؟

مهدي عقبائي: هذه الوحدات تشكل العمود الفقري للمقاومة داخل إيران. تقوم بعمليات ميدانية جريئة ضد مواقع تابعة للنظام، وتساهم في كشف انتهاكاته للرأي العام الداخلي والدولي.
بعض هذه العمليات تستهدف منشآت أمنية أو مراكز دعاية تابعة للنظام، والبعض الآخر يعمل على تنظيم التحركات الشعبية. هذه الخلايا أثبتت قدرتها على التحرك رغم القبضة الأمنية، وهي تمثل تطورًا نوعيًا في عمل المقاومة.

المرصد نيوز: هل المعارضة جاهزة لتقديم بديل سياسي في حال سقوط النظام؟

مهدي عقبائي: نعم، نحن نملك كل مقومات البديل السياسي. لدينا برنامج سياسي واضح لإدارة المرحلة الانتقالية، وخطة من عشرة بنود طرحتها السيدة رجوي، تشمل:

إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة.

احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

إلغاء عقوبة الإعدام.

ضمان المساواة بين الجنسين.

إيران خالية من السلاح النووي.

احترام حقوق الأقليات الدينية والقومية.

إنشاء نظام قضائي مستقل.

إلغاء الحرس الثوري وأجهزة القمع.

اقتصاد حر وعدالة اجتماعية.

سياسة خارجية سلمية تحترم سيادة الدول الأخرى.

هذه الخطة ليست شعارًا سياسيًا، بل خارطة طريق عملية لبناء دولة حديثة على أنقاض الاستبداد الديني.

المرصد نيوز: كيف تستعدون للمرحلة الانتقالية؟

مهدي عقبائي: لدينا رؤية واضحة. بعد سقوط النظام، ستُشكَّل حكومة مؤقتة لا تتجاوز ولايتها ستة أشهر، تتولى الإشراف على تنظيم انتخابات حرّة ونزيهة تحت رقابة دولية.
نحرص على منع الفراغ السياسي، وسنضمن انتقالًا سلميًا ومنظمًا للسلطة إلى ممثلي الشعب. كما سنشرك جميع القوى السياسية والاجتماعية التي تؤمن بإيران ديمقراطية في هذه المرحلة.

المرصد نيوز: هل تعتبرون اللحظة الحالية فرصة تاريخية حقيقية للتغيير؟

مهدي عقبائي: دون شك. النظام بات يعيش أزمة وجودية عميقة، والشعب أصبح أكثر وعيًا وتصميمًا. المقاومة اليوم تمتلك ما لم تمتلكه سابقًا: عمق شعبي، بنية تنظيمية، برنامج سياسي واضح، وبديل ديمقراطي جاهز.
المطلوب الآن هو أن يقف العالم إلى جانب الشعب الإيراني، وأن لا يتعامل مع النظام كسلطة شرعية. نحن على أعتاب تغيير تاريخي، وإيران الحرة لم تعد حلمًا بعيدًا.

المرصد نيوز: نشكركم على هذا الحوار الشامل.

مهدي عقبائي: شكراً لكم، ولدوركم الإعلامي في إيصال صوت الشعب الإيراني المقاوم إلى العالم العربي والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى