اخبار العالم

تهديدات النظام الإيراني بالطائرات المسيّرة ضد المدن الأوروبية: تصعيد عدائي في ظل أزمات داخلية وضغوط دولية

 

في تصعيد خطير وغير مسبوق في الخطاب العدائي للنظام الإيراني تجاه الغرب، أطلق مسؤول إيراني بارز سابق تهديدات مباشرة باستهداف المدن الأوروبية بطائرات مسيّرة، في ظل تصاعد التوترات العسكرية مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتزايد الضغوط الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي.

 

في 12 يوليو 2025، وخلال مقابلة تلفزيونية مباشرة على قناة “شبكة خبر” التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني، صرح محمد جواد لاريجاني، المسؤول السابق في القضاء ومستشار ولي الفقيه علي خامنئي، بأن “من الممكن تماماً أن تضرب خمس طائرات مسيّرة مدينة أوروبية”، مضيفاً أن “أوروبا قد لا تعود آمنة”. هذه التصريحات التي جاءت في سياق الحديث عن التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، تعكس تصعيداً خطيراً في خطاب النظام الذي يحاول من خلاله بث الرعب والتهديد في صفوف الدول الغربية.

 

ولم تقتصر تصريحات لاريجاني على مجرد التهديد، بل أشار إلى وجود “اختراقات داخلية” في النظام، ما يعكس حالة من القلق والاضطراب في صفوف القيادة الإيرانية، التي تواجه أزمات متزايدة على المستويين الداخلي والخارجي. كما ألمح في مقابلة سابقة إلى إمكانية استهداف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بطائرة مسيّرة خلال استجمامه، ما يؤكد اعتماد النظام على أساليب الحرب غير التقليدية والتهديدات المباشرة.

 

تأتي هذه التهديدات في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأوروبية من نشاطات التجسس والتخريب التي ينفذها النظام الإيراني عبر شبكاته ووكلائه في أوروبا، حيث صنّفت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني إيران كأحد أبرز التهديدات للأمن القومي البريطاني. كذلك حذر البرلمان الأوروبي من اعتماد النظام على شبكات إجرامية لتنفيذ مؤامرات إرهابية في الأراضي الأوروبية، ما يعكس استراتيجية النظام في تصعيد العدوانية عبر الحدود.

 

في السياق نفسه، تدرس الدول الأوروبية الكبرى (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران بسبب انتهاكاتها المتكررة للاتفاق النووي لعام 2015، ما يزيد من حدة التوتر ويعزز من توجه النظام إلى التصعيد والتهديد كوسيلة للضغط.

 

من الجدير بالذكر أن هذه التهديدات ليست مجرد تبجح عسكري أو دعاية إعلامية، بل هي جزء من حملة أوسع ينتهجها النظام الإيراني لترهيب الحكومات الأجنبية وتحويل الأنظار عن أزمته الداخلية المتفاقمة وعزلته الدولية. ويعتمد النظام على خطاب عدائي متصاعد يشمل إشارات مبطنة إلى تطوير أسلحة نووية، في محاولة لردع أي تحرك دولي حازم ضده.

 

وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل تصريحات مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، التي أجرت مؤخراً مقابلة مع صحيفة “النهار” اللبنانية، حيث أكدت على أن استمرار النظام في سياساته العدائية والتهديدات، وخاصة استخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة النووية كأدوات ضغط، يعكس حالة ضعف داخلي عميق، وأن الحل الحقيقي يكمن في دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل إسقاط النظام وإحلال الديمقراطية والسلام في إيران والمنطقة.

 

إن خطاب التهديدات الذي يصدر عن مسؤولي النظام، رغم محاولاته لاستعراض القوة، ينبع من موقف ضعف واضح، حيث يعاني النظام من أزمات داخلية متعددة وضغوط دولية متزايدة، ما يدفعه إلى استخدام أساليب غير تقليدية في الحرب النفسية والسياسية.

 

في الختام، يمكن القول إن تهديدات النظام الإيراني بضرب المدن الأوروبية بالطائرات المسيّرة تمثل تصعيداً خطيراً يعكس أزمة النظام العميقة ومحاولاته اليائسة للضغط على الغرب، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام مخاطر أمنية كبيرة قد تؤدي إلى تصعيد عسكري إقليمي أو دولي. الحل المستدام يكمن في دعم مطالب الشعب الإيراني المشروعة في الحرية والديمقراطية، والتي تشكل الطريق الوحيد لتهدئة الأوضاع وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى