“الشرارة الأخيرة: فرصـة الحسم لمستقبل إيران الديمقراطي”

في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها النظام الإيراني، يمكن القول إن النظام يقف اليوم عند أضعف نقطة في تاريخه. الدعم الدولي المكثف للمقاومة المنظمة داخل إيران قد يشكل دفعة أخيرة حاسمة لإنهاء حكم الملالي. سياسة المهادنة التي اتبعتها القوى الغربية طوال العقود الماضية أثبتت فشلها الذريع، وأي محاولة جديدة للحوار مع النظام لن تكون سوى خدعة لكسب الوقت، كما أن البدائل الأخرى، مثل عودة نجل الشاه، لا تمثل حلاً واقعياً أو مقبولاً للشعب الإيراني.
مع استمرار الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل، يواجه العالم فرصة غير مسبوقة لإحداث تغيير جذري في إيران. فقد تعرض نظام الملالي لسلسلة من الانتكاسات الخطيرة خلال العام الماضي، أدت إلى انهيار شبه كامل لما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي يضم حلفاء النظام في سوريا ولبنان وغزة واليمن. حتى الحلفاء التقليديون كالصين وروسيا لا يظهرون رغبة في التدخل لدعم النظام.
التغيير الحقيقي لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من الداخل بقيادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. الاقتصاد الإيراني يعاني من إفلاس حاد نتيجة الفساد، سوء الإدارة، العقوبات، وتمويل الميليشيات وبرامج الأسلحة التي تحولت إلى أطلال. يعيش تسعون مليون إيراني في ظروف صعبة مع احتمال واضح لاندلاع انتفاضة وطنية.
سياسة المهادنة الغربية التي تحاول تجديد الحوار والدبلوماسية مع النظام الإجرامي أثبتت عبر 46 عاماً أنها مجرد وسيلة لخداع النظام وكسب الوقت، حيث استمر النظام في الكذب والغش وتسريع برنامجه النووي. استراتيجية “العصا والجزرة” التقليدية لا تنجح مع هذا النظام الثيوقراطي.
الحل الوحيد هو دعم المقاومة المنظمة التي تقودها المعارضة الديمقراطية الوحيدة ذات البرنامج الواضح، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذه المقاومة تقدم خطة من عشر نقاط لإيران المستقبل، تتضمن إقامة جمهورية ديمقراطية وعلمانية تقوم على الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والمرأة، وإنهاء عقوبة الإعدام والتهديد النووي. هذه الخطة تمثل أفضل فرصة للسلام والازدهار في إيران والمنطقة.
المقاومة داخل إيران جاهزة للإطاحة بالنظام الاستبدادي لكنها تحتاج إلى دعم معنوي وسياسي من القوى الغربية، عبر عزل النظام دولياً، تشديد العقوبات، ووقف جميع سياسات المهادنة العقيمة.
في المقابل، لا يمثل رضا بهلوي، نجل الشاه السابق، بديلاً حقيقياً، فهو شخصية بلا دعم داخلي أو خارجي، يعيش حياة الرفاهية في الغرب بينما يعاني الشعب الإيراني من الفقر المدقع. ارتباطه بحرس النظام الإيراني بعد الإطاحة بالملالي يفضح طبيعته الحقيقية.
ختاماً، تشكل سياسات النظام العدوانية وإرهاب الدولة تهديداً للأمن العالمي، والمزيد من الحوار لن يوقف هذا التهديد. الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب معالجة جذور المشكلة، ودعم الشعب الإيراني ومقاومته هو السبيل لتحقيق ذلك. نحن اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والقرار الذي يتخذ اليوم سيحدد مستقبل المنطقة لعقود قادمة. دعم المستقبل الديمقراطي لإيران هو الخيار الشجاع الذي يستحق الجهد الجماعي من أجل عالم أكثر أماناً وسلاماً.