اخبار العالم

الشعب الإيراني يرفض العودة إلى الماضي: نداء لبناء جمهورية ديمقراطية حقيقية

 

في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب الإيراني، يتضح بشكل جلي أن الإيرانيين لا يرغبون في العودة إلى أنظمة ديكتاتورية، سواء كانت ملكية أو دينية، بل يسعون إلى بناء مستقبل ديمقراطي يعبر عن إرادتهم الحقيقية ويضمن لهم الحرية والكرامة. الشعب الإيراني، الذي يعاني من حياة كابوسية تحت حكم النظام الحالي، يرفض جميع أشكال الاستبداد ويرفض العودة إلى عهد الشاه المخلوع أو استمرار حكم الملالي.

 

رفض الشعب الإيراني للديكتاتورية بكل أشكالها

الشعب الإيراني لم يعد يقبل بأي شكل من أشكال الديكتاتورية، فقد عبر بوضوح في انتفاضات متكررة عن رفضه لكل من النظام الديني الحاكم ونظام الشاه السابق. هذه الانتفاضات ليست مجرد احتجاجات عابرة، بل هي تعبير عن إرادة شعبية صادقة تطالب بتغيير جذري وشامل للنظام السياسي والاجتماعي في البلاد. الإيرانيون يريدون أن يعيشوا في دولة تحترم حقوق الإنسان، تضمن المساواة بين جميع المواطنين، وتوفر لهم حرية التعبير والتنقل والاختيار.

 

مخاطر العودة إلى النظام الملكي القديم

محاولات بعض الشخصيات المرتبطة بالنظام الملكي السابق لاستقطاب دعم أو إقامة علاقات مع عناصر من النظام الحالي تثير قلقاً كبيراً. هذه المحاولات لا تعكس تطلعات الشعب الإيراني، بل تعيد إلى الأذهان فصلاً مظلماً من التاريخ حيث كانت حقوق الإنسان مقيدة والحريات مفقودة. الشعب الإيراني اليوم يرفض العودة إلى ذلك الماضي، ويؤكد أن الحل لا يكمن في استبدال ديكتاتورية بأخرى، بل في بناء نظام ديمقراطي جديد.

 

دور المرأة والشباب في قيادة التغيير

المرأة الإيرانية والشباب هم في طليعة هذا النضال من أجل الحرية والديمقراطية. من شوارع طهران إلى السجون، يواجهون القمع والتعذيب، لكنهم لا يتراجعون عن مطالبهم. هؤلاء الفاعلون يشكلون العمود الفقري للحركة الديمقراطية، وهم من يرفعون شعار “لا للشاه، لا للملالي، نعم لجمهورية ديمقراطية”، التي تعبر عن تطلعاتهم لمستقبل أفضل.

 

الخيار الثالث: بناء جمهورية ديمقراطية علمانية بقيادة الشعب

الحل الحقيقي لأزمة إيران يكمن في الخيار الثالث الذي يقوده الشعب ومقاومته المنظمة. هذا الخيار يرفض الاسترضاء أو التدخل العسكري الأجنبي، ويؤكد على ضرورة التغيير الجذري من الداخل. رؤية هذا الخيار تقوم على بناء جمهورية ديمقراطية علمانية تضمن المساواة بين الجنسين، إلغاء عقوبة الإعدام، ونبذ أي برامج نووية عسكرية. هذه الرؤية ليست مجرد حلم، بل هي تعبير عن إرادة ملايين الإيرانيين الذين يسعون إلى الحرية والعدالة.

 

مسؤولية المجتمع الدولي

يقع على عاتق المجتمع الدولي، وخاصة الدول الديمقراطية، مسؤولية دعم هذا الخيار الثالث. يجب الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل شرعي، تصنيف حرس النظام ككيان إرهابي، دعم الناشطات والسجينات السياسيات، ووقف أي تعاملات دبلوماسية تمنح الشرعية لنظام يكرس العنف والكراهية. الصمت أو المهادنة يعنيان التواطؤ مع استمرار القمع والدمار.

 

الخلاصة

الشعب الإيراني قد حسم أمره برفض العودة إلى الماضي بكل أشكاله، ويطالب بمستقبل ديمقراطي حر يضمن حقوقه وكرامته. الخيار الثالث، الذي يقوده الشعب ومقاومته المنظمة، هو الطريق الوحيد لتحقيق هذا المستقبل. إن دعم هذا الخيار هو دعم للحرية والعدالة، وواجب أخلاقي وإنساني على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى