اخبار العالم

ردود فعل النظام الإيراني: الخوف والتوتر بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

بعد نشر تقرير شامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف عن نشاطات نووية سرية للنظام الإيراني في مواقع غير معلنة، أبدى النظام ردود فعل متشنجة تعكس حالة من الخوف والقلق العميقين من تداعيات هذا التقرير على موقفه الدولي ومستقبله السياسي.

في بيان مشترك، أعربت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن أسفهما الشديد لإصدار التقرير، واعتبراه تقريرًا “سياسيًا” تم إعداده بهدف ممارسة ضغوط على إيران عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصف البيان التقرير بأنه “تكرار غير منصف” مدفوع بسياسات سياسية ونفاق من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، مهددين باتخاذ “إجراءات متناسبة” في حال استغلال التقرير للضغط على إيران خلال اجتماعات مجلس حكام الوكالة. هذا التهديد يعكس بوضوح حالة التوتر والارتباك داخل النظام، الذي يحاول استباق ردود الفعل الدولية المحتملة.

في الوقت نفسه، أشار وزير الخارجية عباس عراقجي إلى تلقيه عرضًا من الولايات المتحدة عبر وزير خارجية عمان، مؤكدًا أن الرد الإيراني سيكون “بشكل مناسب”، في مؤشر على استمرار المفاوضات غير المباشرة رغم التصعيد الإعلامي والسياسي.

على الصعيد الداخلي، صدرت تصريحات متشددة من كبار مسؤولي النظام، مثل أحمد خاتمي وعراقجي، تؤكد استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، معتبرة ذلك حقًا سياديًا لا يمكن التنازل عنه، ومنددة بما وصفته بمحاولات الغرب فرض “هيمنة وسيطرة” على إيران. هذه التصريحات تعكس رغبة النظام في إظهار موقف قوي أمام الداخل والخارج، لكنها في الوقت ذاته تعبر عن حالة من القلق من تأثير الضغوط الدولية المتزايدة.

كما حذر مسؤولون دينيون من محاولات فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني، مشيرين إلى تجربة ليبيا كمثال تحذيري لما قد يحدث إذا تخلت إيران عن حقها النووي، في إشارة إلى الخوف من فقدان السيادة والسيطرة على مصيرها.

تأتي هذه الردود وسط تصاعد التوتر الدولي، حيث تستعد القوى الغربية لتقديم مشروع قرار يدين إيران لانتهاكها التزاماتها الدولية، مع احتمال إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أشد وتدهور أكبر في العلاقات الدولية لإيران.

وفي سياق متصل، عقد يوم أمس في باريس مؤتمر «إيران الحرة ۲۰۲۵» الدولي، بمشاركة أكثر من ۳۰۰ نائب برلماني من دول أوروبية وشخصيات سياسية بارزة، حيث أكد المشاركون على ضرورة إقامة إيران خالية من الأسلحة النووية، مؤيدين خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المكونة من عشر نقاط كبديل ديمقراطي للنظام الحالي. كما طالبوا بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وأعلنوا دعمهم القاطع لمقاومة الشعب الإيراني. هذا الدعم الدولي الواسع يشكل رسالة واضحة للنظام بأن استمرار سياساته النووية السرية وقمعه الداخلي لن يمر دون رد دولي حازم.

إن هذه التصريحات والتهديدات تعكس حالة من الرعب داخل النظام الإيراني، الذي يدرك أن تقرير الوكالة قد يشكل نقطة تحول في الموقف الدولي تجاهه، ويزيد من عزلة النظام ويضعه تحت ضغط متزايد، ما قد يؤثر على استمراريته السياسية.

في الختام، يظهر جليًا أن النظام الإيراني يعيش حالة من الخوف والارتباك بعد كشف نشاطاته النووية السرية، ويحاول من خلال مزيج من الإنكار والتهديد والتصعيد الداخلي أن يواجه هذه الأزمة. لكن هذه الاستراتيجية قد تزيد من عزلة النظام وتفاقم أزماته، مما يستدعي متابعة دقيقة من المجتمع الدولي لردود الفعل القادمة وتطورات الملف النووي الإيراني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى