اخبار العالم

استعراض مأزق المفاوضات النووية بين النظام الإيراني وأمريكا في عهد ترامب

 

وصلت المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب إلى مأزق معقد، حيث شهدت هذه المفاوضات تأخيرات ومماطلات متكررة. في مقال تحليلي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تناول الباحثان ري تاكيه، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ورويل مارك جيرشت، ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أسباب هذا المأزق وتداعياته.

 

أسباب المأزق وسلوك النظام الإيراني

يرى الكاتبان أن طهران اقتنعت بأن ترامب لن يلجأ إلى خيار عسكري ضد البرنامج النووي للنظام الإيراني، مما دفعها إلى إطالة أمد المفاوضات والسعي للحصول على تنازلات مثل السماح بتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية. في بداية المفاوضات، لم تتخذ إدارة ترامب موقفاً واضحاً، الأمر الذي أسعد الجانب الإيراني مؤقتاً، لكن لاحقاً تم الإعلان عن مواقف أكثر تشدداً، مثل رفض تخصيب اليورانيوم. رغم ذلك، لم يوقف المرشد الأعلى علي خامنئي المفاوضات، معتمداً على أمل تغيير موقف ترامب أو التوصل إلى اتفاق مؤقت يسمح للنظام الإيراني بالتخصيب.

 

من جهة أخرى، رغم زيادة مخزون اليورانيوم المخصب والتقدم في المنشآت النووية، لم يقم النظام الإيراني بأي اختبار نووي حتى الآن. هذا يثير تساؤلات حتى لدى مسؤولي إدارة بايدن: لماذا لم تصل إيران إلى السلاح النووي؟ الجواب يكمن في أن النظام الإيراني لا يمتلك أفضل المهندسين النوويين، لكنه يعتمد على شبكة معقدة من استيراد المواد ذات الاستخدام المزدوج ولديه موارد بشرية قريبة من تلك التي امتلكتها باكستان عند حصولها على القنبلة النووية.

 

التداعيات وآفاق المستقبل

تشير الصحيفة إلى أنه إذا تعب ترامب من المفاوضات، فقد يسمح لإسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية للنظام الإيراني، لكن هذا الخيار يتطلب دعمًا عسكريًا أمريكيًا، وهو أمر غير جذاب لترامب. الخيار المفضل لديه هو استمرار المفاوضات والحفاظ على سياسة الضغط الأقصى، على أمل أن تجبر العقوبات النظام الإيراني على التراجع. مع ذلك، وبسبب دعم الصين لطهران، تقل فعالية العقوبات، وبرنامج إيران النووي يتقدم أكثر من أي وقت مضى.

 

يشير الكاتبان أيضاً إلى تغير المشهد الإقليمي، حيث تقل مخاوف النظام الإيراني من الأعداء الخارجيين، وتتركز السياسة على القوة الصلبة. الآن، وبعد مرور خمسة أشهر على ولاية ترامب الثانية، لم يعد النظام الإيراني يخشى الرئيس الذي أصدر أمر اغتيال قاسم سليماني، إذ أن ترامب فتح في النهاية باب التراجع.

 

خامنئي، الذي يواجه قراراً مصيرياً بعبور العتبة النووية، يجب أن يجيب على سؤال: إلى أي مدى يخشى أمريكا بقيادة ترامب؟ مصير المفاوضات ومستقبل البرنامج النووي الإيراني مرتبط بهذا الجواب.

 

الخلاصة

المأزق الحالي في المفاوضات النووية بين النظام الإيراني وأمريكا في عهد ترامب ناتج عن ثقة طهران بعدم اللجوء إلى الخيار العسكري، وعدم وضوح الموقف الأمريكي. النظام الإيراني، رغم تقدمه النووي، لم يصل إلى السلاح النووي ويسعى لمزيد من التنازلات. من جانبها، تفضل إدارة ترامب الاستمرار في الضغط الاقتصادي وتجنب العمل العسكري، مما يخلق حالة من عدم اليقين حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني وأمن المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى