اخبار العالم

زاهدان تنتفض: وحدات الانتفاضة تكتب فصلاً جديداً في مقاومة الديكتاتورية

شعارات التحدي… صوت الشعب في وجه القمع
تشهد مدينة زاهدان في جنوب شرق إيران تصاعداً لافتاً في أنشطة وحدات الانتفاضة، التي تحولت إلى رمز للمقاومة الشعبية ضد نظام الملالي.
في شوارع وأزقة المدينة، تنتشر اللافتات والكتابات الجدارية التي تحمل رسائل مدوية، تعكس عمق الرفض الشعبي لسياسات القمع والفساد، وتؤكد على أن زمن الصمت قد ولى.
شعار “الموت للظالم، سواء كان شاه أو خامنئي” يختصر موقفاً وطنياً راسخاً: لا مكان بعد اليوم لأي شكل من أشكال الديكتاتورية، لا عودة إلى الماضي، ولا استمرار للحاضر القمعي.
هذه الرسالة تتجاوز حدود زاهدان، لتصبح صرخة وطنية ترددها حناجر الشباب والشابات من أقصى الشرق إلى قلب العاصمة طهران.
اللافت في هذه الموجة الجديدة من المقاومة هو الحضور القوي للنساء، خاصة في بلوشستان.
شعار “نساء بلوشستان لا يمكن إسكاتهن” يعكس حقيقة أن المرأة لم تعد مجرد ضحية، بل أصبحت فاعلاً رئيسياً في الحراك، تقود الصفوف الأمامية وتلهم الأجيال الجديدة بروح التحدي والصمود.
هذا الحضور النسوي يكشف عن عمق التغيير الاجتماعي الذي تشهده المناطق المحرومة، ويؤكد أن الثورة القادمة ستكون ثورة الجميع، بلا استثناء.
من المقاومة إلى التغيير: هدف الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
وحدات الانتفاضة في زاهدان لا تكتفي بالاحتجاج، بل تطرح مشروعاً واضحاً: إسقاط نظام الملالي وإرساء ديمقراطية حقيقية تضمن للشعب حق اختيار قادته، وتعيد توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل.
شعار “المقاومة ضد الظالم حق مشروع” ليس مجرد تبرير للعصيان، بل إعلان عن وعي جمعي بحق الدفاع عن الكرامة والحياة الحرة.
وفي ظل تدهور الأوضاع المعيشية ونهب ثروات الشعب، يتحول الغضب إلى طاقة ثورية: “يجب تحويل خبز وماء الشعب المنهوبين إلى طوب ونار على هذا النظام”.
هذه الشعارات ليست معزولة عن المزاج الوطني العام، بل تتناغم مع موجة الدعم الدولي المتزايد للمقاومة الإيرانية، خاصة بعد تبني البرلمانات الأوروبية والأمريكية خطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي، التي تدعو إلى جمهورية ديمقراطية، فصل الدين عن الدولة، احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجميع.
هذا الدعم يمنح وحدات الانتفاضة في زاهدان زخماً معنوياً كبيراً، ويؤكد أن معركتهم ليست معزولة، بل هي جزء من حركة تاريخية أوسع تسعى لإنهاء الديكتاتورية وإقامة نظام يليق بتطلعات الشعب الإيراني.
اليوم، تتحول زاهدان إلى نموذج للمقاومة المدنية المنظمة، وتبعث برسالة أمل إلى كل المدن الإيرانية: التغيير ممكن، والمستقبل لمن يرفض الاستبداد ويصر على الحرية والعدالة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى