تصريحات خامنئي النووية تُعمق أزمة الثقة في إيران

في خطاب مثير للجدل ألقاه الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي يوم 20 مايو 2025، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أدلى بتصريحات متشددة حول البرنامج النووي الإيراني، موجهًا انتقادات لاذعة للغرب، خاصة الولايات المتحدة. هذه التصريحات، التي اتسمت بنبرة تصادمية، أثارت موجة من الاضطرابات الاقتصادية، حيث شهد الريال الإيراني انخفاضًا حادًا، وتراجعت بورصة طهران بشكل ملحوظ، مما يكشف عن هشاشة الاقتصاد وتزايد عدم الاستقرار الداخلي.
تحدي الغرب وتداعيات اقتصادية فورية
خلال كلمته أمام حشد من المسؤولين وعائلة رئيسي، أبدى خامنئي موقفًا متشدًا حيال المفاوضات النووية غير المباشرة، قائلاً: “لا يحق لأحد أن يملي علينا شروط التخصيب”. وأضاف متحديًا الموقف الأمريكي: “الادعاء بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم خطأ فادح”. وأكد أن “إيران لن تنتظر موافقة أحد، فسياستها مستقلة وستواصل طريقها”. كما وعد بشرح أسباب إصرار الغرب على منع التخصيب للشعب الإيراني لاحقًا، في محاولة لتبرير موقفه المتشدد.
رد فعل الأسواق كان سريعًا ومدمرًا. فقد انخفض الريال الإيراني، الذي كان يعاني أصلاً من العقوبات، من حوالي 81,795 تومان للدولار إلى ما يزيد عن 83,675 تومان، مع تقارير تشير إلى وصوله إلى 85,000 تومان في بعض الأسواق. كما تراجع مؤشر بورصة طهران (TEPIX) بنسبة 1.82%، أي حوالي 58,000 وحدة، ليصل إلى 3.167 مليون وحدة. امتدت الاضطرابات إلى أسواق الذهب، حيث قفز سعر العملة الذهبية الإمامية بمقدار 1.11 مليون تومان إلى 72.495 مليون تومان، وزاد سعر غرام الذهب عيار 18 بمقدار 110,000 تومان. هذه التداعيات تعكس انعدام الثقة في سياسات القيادة.
مخاوف دولية وتحذيرات الوكالة الدولية
تأتي هذه التصريحات في ظل مواقف دولية صلبة ضد البرنامج النووي الإيراني. فقد أكد مسؤولون أمريكيون، مثل الرئيس السابق دونالد ترامب والسيناتور ماركو روبيو، أن منع إيران من التخصيب يمثل “خطًا أحمر” لواشنطن. وفي 18 مايو 2025، شدد المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف على أن أي قدرة تخصيب، حتى بنسبة 1%، غير مقبولة. كما أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من تراكم إيران لليورانيوم المخصب، الذي يكفي لإنتاج أسلحة نووية إذا تمت معالجته إلى نقاء 90%، مما يعزز التوترات الدولية.
شكوك حول المفاوضات وأزمة داخلية
أثار خامنئي الشكوك حول جدوى المفاوضات النووية، مشيرًا إلى فشلها في عهد رئيسي، وقال: “لا نتوقع نتائج منها الآن، ومستقبلها غامض”. هذا التشاؤم يتناقض مع تصريحات نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي، الذي أشار في نفس اليوم إلى مراجعة إيران لمقترح أمريكي جديد. هذا التناقض يكشف عن ارتباك داخلي يعزز صورة نظام يعاني من الفوضى.