اخبار العالم

الكشف النووي وكابوس النظام: ظل المقاومة على المفاوضات الكشف الذي هزّ النظام

في 8 مايو 2025، شهدت واشنطن كشفاً نووياً أثار موجة من التوتر والقلق بين قادة النظام الإيراني. هذا الكشف، الذي حظي بتغطية واسعة في الإعلام الدولي، تضمن ادعاءات حول وجود منشآت نووية غير معلنة في سمنان، وأُسندت هذه المعلومات إلى منظمة مجاهدي خلق إيران. تُعد هذه المنظمة، وهي من أبرز المعارضين للنظام، قدّمت هذه المعلومات الحساسة في وقت حرج قبيل الجولة الرابعة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، مما شكّل ضربة استراتيجية للنظام. النظام، الذي حاول لسنوات طويلة إخفاء برنامجه النووي، يواجه اليوم حالة من الرعب العميق، محاولاً التشهير بهذا التحرك المقاوم من خلال الاتهامات والافتراءات ضد منظمة مجاهدي خلق. لكن هذه الردود أظهرت بوضوح ضعف النظام واستيصاله.
الكشف النووي، الذي برز من خلال تقارير مثل تلك التي نشرتها قناة فوكس نيوز، يزعم وجود منشآت سرية في سمنان تُجري أنشطة نووية غير قانونية. وصف “وطن اليوم” هذا الكشف بأنه “لعبة متكررة”، لكن هذا الوصف يعكس خوف النظام من كشف الحقيقة التي قد تُفسد ثقة الأطراف الغربية. النظام، الذي يسعى للحصول على ضمانات من الكونغرس الأمريكي للاتفاق كما ذكر “آرمان ملي”، وجد نفسه الآن أمام تحدٍ يهدد كل جهوده الدبلوماسية. وعبّر عباس العراقچي، المفاوض الرئيسي للنظام، في مقابلة أمس (7 مايو 2025) مع وسائل الإعلام قائلاً: “هذه الادعاءات محاولة لتعطيل مسار المفاوضات، وسنمنع الأعداء من تعكير صفو الدبلوماسية بالشائعات.” هذه التصريحات، التي تحاول تصوير الوضع بثبات، تكشف في الحقيقة عمق الرعب الذي يعيشه النظام من تداعيات هذا الكشف.
اتهامات النظام ودور منظمة مجاهدي خلق
منظمة مجاهدي خلق، التي تتمتع بسجل طويل في فضح البرامج النووية السرية للنظام، عادت لتضع النظام في موقف دفاعي من خلال تقديم معلومات دقيقة. يحاول النظام التشهير بهذه المنظمة، متهماً إياها بالتعاون مع “صهيون” كما وصف “خراسان” ذلك بـ”لعبة صهيون بالأدوات المحروقة”، لكن هذه الاتهامات، التي تهدف إلى تشويه سمعة المقاومة، تُظهر مدى الخوف من نفوذ وتأثير هذه المنظمة. وبينما يقترب موعد الجولة الرابعة من المفاوضات، يقلق النظام من أن هذه الإفشاءات قد تزيد الضغوط عليه وتقلل من فرص التوصل إلى اتفاق، وهو ما وصفته “دنيا الاقتصاد” بـ”تصعيد التحركات المفاوضية”.
جاء هذا الكشف في وقت يحاول النظام فيه إظهار مرونة في المفاوضات لتخفيف الضغوط الاقتصادية. لكن كشف المنشآت الجديدة، التي قد تُعتبر خرقاً للالتزامات السابقة، جعل النظام عاجزاً أمام المجتمع الدولي. يحاول المسؤولون في طهران نفي هذه الادعاءات واتهام منظمة مجاهدي خلق بالتجسس لصرف الأنظار، لكن هذه المحاولات تُبرز ضعفهم واستيصالهم. الرعب الذي يعيشه النظام ينبع من أن هذه الإفشاءات لا تهدد برنامجه النووي فحسب، بل تهز وحدته الداخلية أيضاً، حيث يختلف الجناحان المتشدد والمعتدل حول طريقة التعامل مع هذه الأزمة.
لماذا أثار هذا الكشف غضباً كبيراً للنظام؟
يمكن تفسير غضب النظام من خلال عدة عوامل. أولاً، هذا الكشف في ظل الجولة الرابعة من المفاوضات، التي قد تحدد مصير النظام، ضربه قوية لمصداقيته الدبلوماسية. ثانياً، دور منظمة مجاهدي خلق كقوة مقاومة منظمة أحيا مخاوف النظام من اندلاع حركة شعبية واسعة. ثالثاً، كشف المنشآت الجديدة قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة، مما يضع الاقتصاد المتدهور للنظام على حافة الانهيار. أخيراً، اضطر النظام للجوء إلى اتهامات باطلة ضد المقاومة للهروب من المسؤولية، لكن هذا النهج أظهر عجزه فقط. نتيجة لذلك، يواجه النظام أزمة داخلية وخارجية قد تكون نقطة تحول نحو سقوطه الوشيك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى